لم تعد المقاهي حكرًا على الرجال "فقط" في قطاع غزة، فالفتاة هبة البنا قررت رسم ملامح جديدة للمقاهي في القطاع لتكسر القاعدة وتؤسس ثاني مقهى مختص بالنساء على غرار تلك المُخصصة للرجال والشُبان.
هبة التي أنهت دراسة الماجستير من قسم الجغرافيا لم تجد بدًا أمامها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع المحاصر، سوى تأسيسها للمقهى مع صديقتين لها ليكون مصدر رزق لها هروبًا من شبح البطالة.
وتقول البنا في حديثها لـ"الرسالة" إن توفر المكان وقلة فرص العمل شجعها وصديقاتها على تأسيس المقهى ليكون ملاذًا للنساء والفتيات فقط في غزة، الأمر الذي لاقى ترحيبًا وتحفيزًا من الكثيرين.
وأضافت: "المقهى يوفر للزائرات كثيرًا من الخصوصية والراحة والحرية في تبادل الحديث والضحك، خاصة وأن المجتمع الفلسطيني محافظ ولا يتقبل فكرة ذهاب الفتيات إلى مقاهي الرجال".
ويقدم المقهى عديدًا من الوجبات والمشروبات الخفيفة المتنوعة، كما ويوجد بداخله طاولة للعب البلياردو والشطرنج والشدة، إلى جانب زاوية الكتب الثقافية.
وأوضحت الشابة الثلاثينية أن المقهى يفتح أبوابه للفتيات من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثالثة مساءً، فيما يصبح خاصًا بالشباب في الفترة المسائية.
وتابعت "المقهى لا يقتصر على تناول وجبات الطعام بل يوجد بداخله قسم للهدايا والأدبيات والقراءة، ولدينا فكرة لتنمية مواهب الفتيات عبر إشراكهم جلسة للثقافة وكتابة الخواطر والأشعار وعقد أمسيات ثقافية".
ولفتت إلى أن كثيرًا من الفتيات يشعرن بالراحة والطمأنينة داخل المقهى، بعد أقل من شهر على تأسيسه لا سيما وأنه يضم عديدًا من الجلسات الأرضية والألعاب المتنوعة.
ويشهد المقهى إقبالًا كبيرًا من النساء والفتيات، مما اضطرهم لتوسيعه ونقل مكانه من الطابق الثالث إلى الأرضي، في نفس المكان بشارع الجلاء بغزة، وفق البنا.
وتؤكد البنا أن الهدف من المقهى لم يكن العائد المادي بقدر ما هو تنمية المواهب والقدرات واستغلال الوقت في شيء يعود عليها وعلى غيرها من الفتيات الأخريات.
وتتمنى الفتاة البنا نجاح فكرتها وتوسيعها وتطوير المقهى بحيث يضم بين جنباته عديدًا من الزوايا التي تغطي احتياجات جميع النساء.
ويعد "كافي الجلاء" ثاني مقهى مختص بالنساء في قطاع غزة بعد المقهى الأول الذي تأسس قبل عام ونص وأطلق عليه اسم "نون".