اتفق خبراء عسكريون على أن عملية اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء تحمل بصمات جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، مستبعدين في الوقت ذاته أن المناورات العسكرية (الإسرائيلية) التي أجريت خلال الأيام الماضية قرب حدود قطاع غزة لها علاقة بالعملية.
ورأى الخبراء أن الاحتلال استخدم أسلوبًا جديدًا في التعامل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعيدًا عن العمليات العسكرية المباشرة من خلال اغتيالات قيادتها بطائراتها الحربية المختلفة خلال سنوات الصراع.
واغتيل الشهيد مازن فقها برصاص مجهولين مساء الجمعة أمام منزله بغزة، وهو من مدينة طوباس من محرري صفقة وفاء الأحرار المبعدين إلى قطاع غزة، بعد أن حكم عليه الاحتلال 9 مؤبدات.
تشابه كبير
وقال الخبير العسكري واصف عريقات إن المتهم الأول في عملية اغتيال مازن فقهاء هي (إسرائيل)، مضيفًا "كل الدلائل تشير إلى أن هذه الجريمة ارتكبتها (إسرائيل)، حيث تناولت المواقع والصحف العبرية الحديث عن الشهيد ومكانته في المقاومة وتأثيره على الاحتلال".
وأوضح عريقات خلال حديثه لـ"الرسالة نت"، أن (إسرائيل) تسعى لاغتيال فقهاء منذ زمن حيث وضعته أجهزتها الأمنية وعددًا من قيادة المقاومة على لائحة الاغتيالات منذ فترة طويلة، إذ أن الاحتلال يعد فقهاء من النشطاء في تشكيل خلايا المقاومة في الضفة.
ونوه بأن في كل مجتمع هناك ضعاف النفوس، ويوجد ثغرات أمنية يمكن اختراقها، فإسرائيل متواجدة على حدود القطاع، وبالتالي ربما استطاعت الوصول إلى الشهيد.
وأشار إلى أن هناك احتكاك بين أجهزة مخابرات الاحتلال والفلسطينيين عبر المعابر المؤدية إلى الأراضي المحتلة عام 1948، لافتًا النظر إلى أن هناك احتياجات الفلسطينيين من الاحتلال تتمثل بالسفر للعلاج أو العمل داخل الأراضي المحتلة.
ورأى الخبير العسكري أن هناك تشابهًا كبيرًا بين عمليات اغتيال فقهاء والشهداء الآخرين الذين اغتالهم أجهزة مخابرات الاحتلال مثل محمود المبحوح بدبي، وعماد مغنية في دمشق، والشهيد محمد الزواري في تونس، فالعملية واحدة لكن الوسائل والأدوات هي المختلفة فقط.
واعتقد أن لجنة التحقيق ستصل إلى خيوط العملية في وقت قريب جدًا.
خلط أوراق
بدوره، قال الخبير العسكري يوسف الشرقاوي إنه لا يوجد أي دولة عربية أو أجنبية آمنة 100%، مشيرًا إلى أن الاحتلال استطاع أن يصل إلى أكثر المناضلين أمنًا وهو الشهيد وديع حدًاد في أواخر مارس من العام 1978م في ألمانيا الشرقية عندما أشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم، لكن تبين لاحقًا بأن تم اغتياله عن طريق دس السم في الطعام عن طريق المقربين منه.
وأوضح الشرقاوي خلال حديثه لـ"الرسالة نت"، أن أجهزة مخابرات الاحتلال وخاصة "الشاباك" تنشط في ساحة قطاع غزة عبر جواسيسها وعملاءها على أرض الواقع؛ لكي يتم خلط الأوراق.
ونوه بأن أجهزة أمن الاحتلال العاملة في الداخل أو بالخارج، عند تنفيذها لعمليات الاغتيال لا تترك دليلًا واحدًا خلفها.
ويبقى ملف اغتيال الشهيد مازن فقهاء مفتوحًا على جميع الاحتمالات، لحين وصول الجهات الأمنية بغزة إلى خيوط ملموسة تؤكد وقوف (إسرائيل) وراء عملية الاغتيال.
وشيعت آلاف الجماهير الفلسطينية في مدينة غزة، اليوم السبت، جثمان الشهيد القسامي القائد مازن فقها الذي اغتيل مساء أمس الجمعة أمام منزله بغزة.
وانطلقت مراسم التشييع من مستشفى الشفاء صوب المسجد العمري الكبير بغزة، لأداء صلاة الجنازة عليه ومن ثم إلى مقبرة الشيخ رضوان.