في خطوة غير مستغربة على الولايات المتحدة الأمريكية المعروفة بانحيازها لصالح الاحتلال "الاسرائيلي" وعدائها للفلسطينيين، على مدار سنوات طويلة، رفضت وزارة خارجيتها إدراج بند يتعلق بأوضاع حقوق الفلسطينيين على جدول أعمال اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها، إن إدراج هذا البند "يظهر انحياز مجلس حقوق الإنسان ضد (إسرائيل)"، على حد زعمها؛ بل وهدد وزيرها ريكس تيلرسون بانسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان، إذا لم تلتزم بطلب سحب البند.
وبات جليا أن الولايات المتحدة الأمريكية، تدعم بشكل مطلق الاحتلال "الاسرائيلي" وتحارب أي تحرك للفلسطينيين في المحافل الدولية، ضاربة بعض الحائط كل اللوائح والمواثيق التي تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني.
ويتزامن ذلك مع طلب الأمين العام للمنظمة الدولية (اسكوا) أنطونيو جوتيريش، بسحب تقرير يدين "(إسرائيل)" بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، وهو ما دفع المديرة العامة للمنظمة، ريما خلف لتقديم استقالتها من منصبها على خلفية ذلك.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة يوم الجمعة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش طلب من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) التي تضم أغلب الدول العربية سحب تقرير يتهم "(إسرائيل)" بفرض "نظام فصل عنصري" على الفلسطينيين من موقع اللجنة على الانترنت.
لصالح الاحتلال
ومما لا شك فيه أن كل الاجراءات والقرارات التي تتخذها الولايات المتحدة، تثبت بالدليل القاطع مدى انحيازها الكامل للاحتلال ومعارضة حقوق الشعب الفلسطيني، وفق رأي المختص في الشأن الدولي الدكتور أشرف الغليظ.
وأكد الغليظ خلال حديثه مع "الرسالة"، أن انحياز أمريكا لإسرائيل يدفعها لرفض كل القرارات المؤيدة للشعب الفلسطيني وحل قضيته من جهة، والمعارضة للمصالح الاسرائيلية من جهة أخرى.
وأشار إلى أن الاحتلال ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنوات، والآن يريد أن يسلب أكثر من ذلك، من خلال رفض كل ما يتعلق بحلول للقضية الفلسطينية.
ودعا الغليظ، إلى ضرورة إنهاء الانقسام بين أطراف الشعب الفلسطيني والتوحد من أجل مواجهة غطرسة الولايات المتحدة والاحتلال، ورفع صوتها لجامعة الدول العربية ومن ثم المؤتمر الاسلامي، وصولا إلى الأمم المتحدة.
انحياز علني
بدوره، أكد الحقوقي سامر موسى، أن هذه ليست المرة الأولى للولايات المتحدة، مفسراً ذلك بأنه "انحياز تام وعلني للاحتلال"، مشيراً إلى أنها "محاولة لتبرئة (إسرائيل) أمام الهيئات الدولية".
واعتبر موسى في حديثه "للرسالة"، الإجراءات الأمريكية "محاولة لجعل العالم يؤمن بحيادية القانون الدولي من خلال تليينه لرقبة (إسرائيل) ، متسائلاً: "إلى متى ستبقى القرارات الدولية مرهونة بالموافقة الأمريكية؟".
وفي سياق ذي صلة، أوضح أن الجوانب المالية لها دور مهم في السياسيات والقرارات، خاصة أن أمريكا تساهم ماليا في الأمم المتحدة. وقال "الكرة الآن في ملعب الدول المشاركة في مجلس حقوق الانسان والأمم المتحدة، وعليها أن ترفض ذلك".
وطالب موسى، بضرورة أن تكون هناك وقفة جادة على الصعيدين الدولي والمحلي، من خلال الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن قراراتها "العنصرية" المعادية للشعب الفلسطيني.
وتتواصل اجتماعات الدورة الـ 34 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف خلال الفترة الممتدة بين 27 فبراير/شباط الماضي و24 مارس/آذار الجاري.
و"مجلس حقوق الإنسان" هو هيئة دولية داخل منظومة الأمم المتحدة مؤلفة من 47 دولة ومسؤولة عن تعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أرجاء العالم.