رسام الرسالة

الهسي لوحاتة جمعت براءة الأطفال وشراسة السياسة

رسام الرسالة مجد الهسي
رسام الرسالة مجد الهسي

غزة/لميس الهمص

يطلق الفنان مجد الهسي لريشته العنان للخوض في دهاليز السياسة معبرا عن التناقض الذي تحياه القضية الفلسطينية من خلال رسم الكاريكاتير الذي اهتم وأبدع به.

ورغم حداثة سنه حيث لم يتجاوز التاسعة عشر عندما بدأ في خوض غمار التجربة إلا أنه حاول التعمق في السياسة وبذل جهدا إضافيا لتخيل العديد من الأحداث وتجسديها في رسومات نشرت على صفحات جريدة "الرسالة" النصف أسبوعية.

موهبة الرسم التي رافقت الهسي المولود عام 1996م منذ صغره كانت أكثر وضوحا في اتقانه رسم الشخصيات فيقول: بدأت منذ صغري في رسم الشخصيات الكرتونية والتي كانت مصدر أعجاب لشقيقاتي اللواتي كن يعلقنها على الجدران.

وفي أول تجربة عملية مثلت "الرسالة" للهسي مكانا صقل فيه موهبته بالرسم السياسي من خلال تجسيد العديد من التقارير السياسية في رسومات كشفت قدرته العالية على رسم الشخصيات السياسية.

وليس بعيدا عن السياسة وتعقيداتها استقى مجد موهبته في الرسم من والده الأسير المحرر حمزة والذي كان يعد رساما للأسرى على مدار عشر سنوات نقش خلالها رسومات الحرية على رسائل زملائه الموجه إلى ذويهم خارج حدود السجن.

والد الهسي كان المعجب الأول بابنه، لذا سعى لترويج أعماله ولم يكف عن حثه للخروج والانخراط بغيره من الرسامين.

ناجي العلي.. كارلوس لطوف.. مثلو قدوة للرسام الشباب الذي حرص على متابعة رسوماتهم، فيما بات عالم السياسة مفروضا عليه ويأخذ حيزا من وقته لمتابعة مجرياته ومعرفة المزيد من أسراره.

ويعتبر مجد أن الرسوم السياسية تحتاج جهدا لاختيار فكرة الرسمة وجعلها تعبر عن الواقع، مشيرا إلى أنه تدرج في فهم السياسة أكثر فأكثر على مدار السنوات الأربع الماضية وهي عمره في "الرسالة".

على النقيض يعد رسم قصص الأطفال وبراءتهم الأقرب لقلب مجد، حيث عمل على رسم وتجسيد العدد من القصص بعمله ضمن طاقم مكتبة سمير منصور.

ورغم صعوبة المهمة مبتسما يقول الهسي: التعامل مع الأطفال لا يوجد فيه مجال للخطأ فعليك أن تعبر بشكل واضح ومباشر عن القصة.

قلم فحم وورقة كانت البداية لمجد وهما كافيتان لإيصال رسالته وإحساسه بما يدور حوله من أحداث، ففي لوحة هي الأقرب إليه جسد الهسي آلام جدته ورسمها وهي على سرير المرض لتبقى حاضرة في قلبه قبل ذاكرته كلما شاهد ما رسمت يداه على مدار شهر كامل.

حرص على نقل تفاصيل الألم الذي بدا واضحا في تفاصيل رسمته والتي ظهرت فيها ملامح التعب على وجه جدته قبل أن تصعد روحها إلى بارئها بعد أيام من انتهاءه من رسمها.

الكثير من الفخر شعر به مجد حين احتلت رسوماته إحدى زوايا معرض الرسالة 20، مشيرا إلى أنه شعر بالسعادة بعدما حازت رسوماته الكاريكتورية على إعجاب الزوار اللذين اختلفوا في تفسيرها إلا أن جميعهم وصلت إليهم رسالة الفنان الشباب الذي يؤكد أن طريق التميز والإبداع لا ينتهي ويحتاج منه مزيدا من البذل لبلوغ العالمية.

 

البث المباشر