نظمت سلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل فعالية مركزية في ميناء غزة البحري بالتزامن مع اليوم العالمي للمياه، وذلك بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وبتمويل من منظمة اليونيسف والإغاثة الإسلامية ووكالة التنمية النمساوية من خلال مشروع وحدة تنسيق برنامج إمداد غزة بالمياه المستدامة.
وشارك في الفعالية التي جاءت بعنوان "ميل من أجل المياه" ممثلون عن المؤسسات المحلية والدولية الشريكة والعاملة في قطاع المياه، ومشاركة فاعلة من مئات طلبة المدارس الحكومية والمشرفين وعدد من الفنانين والمتطوعين ووسائل الإعلام. وتضمن برنامج الفعالية عدداً من الأنشطة المتنوعة.
وبدأت الأنشطة بمسيرة حاشدة تقدمتها فرقة الكشافة والطلبة حاملين شعارات حول الوضع المائي في فلسطين وفي قطاع غزة على نحو خاص، والذي يواجه أزمة مائية خانقة في ظل تصاعد حدة التلوث في الخزان الجوفي وشح الموارد المائية بالتزامن مع الحصار والقيود المفروضة على إدخال المواد والمعدات لمشاريع المياه والصرف الصحي وعجز كبير في الطاقة.
ومن ثم انتقل المشاركون إلى ساحة الاحتفال في ميناء غزة البحري، وفي معرض الكلمات التي ألقيت احتفالاً بهذه المناسبة أكد نائب رئيس سلطة المياه المهندس ربحي الشيخ في كلمته على أهمية مثل هذه الفعاليات في تسليط الضوء على الوضع المائي الخطير في قطاع غزة، والتشديد على جملة من الرسائل التي تطالب بالتحرك على كافة الأصعدة لتجاوز هذه الأزمة.
وقال م. الشيخ إن هذه التحركات يجب أن تكون سريعة لتفادي أية مخاطر مستقبلية تفاقم الوضع الإنساني الصعب أصلاً في القطاع، موضحاً أن "الرسالة التي نوجهها للعالم أن العمل الجاد والتكاتف مطلوب لكي نؤدي المطلوب منا وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة".
وثمن جهود الجهات الشريكة التي تعمل مع سلطة المياه لحل هذه الأزمة وتجاوز آثارها حالياً ومستقبلاً.
من جانبه، تحدث مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل م. منذر شبلاق عن تقديره لهذه الفعالية التي تحمل رسائل قوية ومعبرة من الأطفال الذين جاءوا اليوم لإيصال هذه الرسائل، معرباً عن أمله بتحقيق الأهداف التي وضعتها المصلحة لتطوير خدمات المياه والصرف الصحي في قطاع غزة لتعزيزها وضمان استدامتها وهو ما يتطلب وقفة دولية ومحلية ومشاركة المواطنين أنفسهم.
وفي كلمتها، ذكرت مديرة مكتب منظمة يونيسف في غزة تانيا ماكبرايد أن المنظمة تعمل مع كافة الشركاء في سبيل تحسين الخدمات المقدمة للأطفال لكي يكونوا بصحة وسلامة وأمان من كل المؤثرات التي تمس حياتهم اليومية خاصة في ظل أزمة المياه الخانقة في غزة. ومن ذلك جاءت هذه الفعالية لإحياء هذه المناسبة العالمية بما تحمله من معانٍ سامية للحفاظ عن المياه.
كما أشار مدير الإغاثة الإسلامية منيب أبو غزالة إلى أهمية الشراكة والتي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف التي يصبو إليها الجميع بما يخدم كافة فئات المجتمع، ومنها ما يختص بقطاع المياه وما يحتاجه من جهود لتجاوز التحديات التي يواجهها.
وأثنى على مشاركة الأطفال والطلبة في مثل هذه الفعاليات التي من شأنها تعزيز مشاركتهم ووعيهم بفعالية في القضايا المجتمعية والجماهيرية العامة.
وخلال الحفل تم توزيع جوائز مسابقة الرسم لطلبة المرحلة الإعدادية في المدارس الحكومية حول قضايا المياه والتي نظمتها سلطة المياه (من خلال وحدة تنسيق البرنامج بتمويل من وكالة التنمية النمساوية) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، كما أدت فرقة للدبكة الشعبية فقرة تراثية وذلك من خلال أغنيات تحمل طابعاً توعوياً بأهمية الحفاظ على المياه.
في غضون ذلك، استكمل فريق فني رسمة كبيرة على مساحة تصل إلى ثلاثين متراً مربعاً بمشاركة عدد من طلبة المدارس والمتطوعين، وحملت الرسمة عبارة "مياهنا حياتنا" تذكيراً بارتباط المياه بكل مناحي الحياة، وضرورة حماية الموارد المائية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مع التمسك بالحقوق المائية الفلسطينية.
واختتمت الفعالية بسلسلة بشرية بمشاركة ممثلي المؤسسات المختلفة والطلبة والأطفال، حيث امتدت السلسلة على طول الشاطئ المجاور للميناء للتذكير بمخاطر استمرار الأزمة المائية وتفاقمها والمطالبة بدعم قطاع المياه في فلسطين للنهوض به وتطويره وتوفير موارد مائية ملائمة وصحية وآمنة للأجيال القادمة وضمان مستقبل أفضل.