فارس: لا يتوفر أي مستند يثبت أن المفاوضات قطعت شوطاًً مهماً
أبو زهري: يعكس حالة الانهيار السياسي الذي وصلت إليه فتح
ملوح: طوال عمر المفاوضات لم تكن الفرصة مواتية لتحقيق شئ
شهاب: يضع تساؤلات كبيرة حول مصداقية الضمانات الأمريكية
فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت
لم يتأخر الرد على دعوة رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس من أجل لقائه فوراً والبدء بمفاوضات مباشرة، فقد أعرب مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات عن استعداد "سلطة فتح" لاستئناف المفاوضات من نقطة التوقف عام 2008، حسب زعمه.
"الرسالة نت" بحثت في هذه القضية مع القوى الفلسطينية بما في ذلك فصائل المنظمة , وأخذت ردود أفعال قياداتها وتعقيبهم في التقرير التالي..
قرار خاطئ
واستغرب القيادي بحركة فتح قدورة فارس من تصريحات عريقات بالاستعداد للعودة إلى المفاوضات المباشرة, في الوقت الذي اعتبر فيه العودة إلى المفاوضات غير المباشرة "بالقرار الخاطئ".
وأكد أن القبول بمفاوضات مباشرة في حين لم يتغير الموقف الصهيوني بما يتعلق باجرآته التعسفية على الأرض الفلسطينية وفي مدينة القدس " قرار لايصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وإنما يطيل من عمر حكومة نتنياهو".
وأشار فارس إلى أن الحديث عن الاستعداد للبدء بالمفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في عام 2008 "غير منطقي" لأنها لم تحقق أصلاً أية انجازات يمكن أن يتمسك بها المفاوض الفلسطيني.
وقال: " إلى الآن لم يتوفر أي مستند أو وثيقة تثبت الادعاءات بأن المفاوضات حققت شيئاً أو قطعت شوطاً مهماً في العام 2008 "، معتبراً أن تمسك المفاوض الفلسطيني بالبدء من حيث انتهت المفاوضات في العام 2008 لن يغير من قناعات نتنياهو الذي يرفض ما تم التوافق به مع أولمرت سواء المعلن منه أو غير المعلن "إن وجد أصلا"، كما قال.
وشدد فارس على أن التلاعب بالألفاظ والكلمات لا يمكن أن يبرئ أولئك الذين يؤيدون فكرة استمرار المفاوضات مع الاحتلال.
انهيار سياسي
وتخوض "سلطة فتح" وسلطة الاحتلال مفاوضات أطلق عليها مسمى مفاوضات" غير مباشرة", في الوقت الذي ترعى تلك المفاوضات الإدارة الأمريكية عبر مبعوثها الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل.
وفي هذا الصدد اعتبر المتحدث الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري، أن قبول حركة فتح بالعودة إلى المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني في ظل استمرار الحصار على القطاع وبعد دماء مجزرة الحرية التي لم تجف بعد وغير ذلك من سياسات التهويد والاستيطان "يعكس حالة الانهيار السياسي الذي وصلت إليه حركة فتح وارتباطها الأمني والسياسي مع الاحتلال ".
وأكد أبو زهري، أن الموافقة على مبدأ المفاوضات "يمثل في الوقت الراهن على الأقل طعنة لدماء شهداء التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني"، لافتاً أنه في جميع الأحوال واضح أن حركة فتح قبلت الشراكة مع الاحتلال على حساب الشراكة مع القوى الفلسطينية.
ولفت الى أن الحديث عن بدء المفاوضات من النقطة التي وصلت إليها في العام 2008: "هي مجرد شروط وهمية وشكلية تعود عليها شعبنا لإعطاء انطباع بأن موقف فتح وسلطتها موقف متماسك ".
ومن ناحية أخرى بين أبو زهري أن حركة فتح استخدمت جامعة الدول العربية كمجرد مظلة لتبرير مفاوضاتها مع الاحتلال رغم أن قرار الجامعة أعطى غطاءً للمفاوضات غير المباشرة وليس المفاوضات المباشرة كما تذهب إليه حركة فتح".
وشدد على أن ذلك يؤكد بأن فتح ماضية في تعاونها السياسي والأمني مع الاحتلال وأنها تستغل الأطراف العربية لتبرير ذلك.
أثبتت عدم جدواها
في حين عبرت الجبهة الشعبية على لسان نائب أمينها العام عبد الرحيم ملوح، عن موقفها بشكل واضح قائلة "المفاوضات المباشرة وغير المباشرة أثبتت عدم جدواها في المرحلة السياسية الراهنة التي تتطلب التوحد في مواجهة غطرسة الاحتلال".
واستخف ملوح بالحديث عن العودة للمفاوضات من النقطة التي وصلت عندها في العام 2008 قائلاً:"طوال عمر المفاوضات لم تكن الفرصة مواتية لتحقيق شئ يمكن اعتباره ناجحاً في المفاوضات مع الاحتلال".
ورأى بأن تصريحات عريقات حول حدود معينة توقفت عندها المفاوضات "يجعل الإسرائيليون يستمرون في سياستهم الرامية إلى جرجرة المفاوض الفلسطيني لمواصلة المفاوضات من أجل التغطية على الحصار وعمليات القتل والاستيطان والتهويد تحت عباءة أنهم يفاوضون الفلسطينيين .
تغطية على الجرائم
أما القيادي بحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، فاعتقد أن الاستمرار في المفاوضات "يأتي للتغطية على ما يجري من تقزيم للقضية الفلسطينية ولا سيما الإعلان عن تنفيذ خطة بلدية الاحتلال لهدم 22منزلاً لإقامة ما يسمى حدائق الملوك التوراتية".
وأشار إلى أن استمرار الاستيطان في القدس يضع تساؤلات كبيرة حول مصداقية الحديث عن وجود ضمانات أمريكية بتجميده، مشدداً على أن فرصة نجاح المفاوضات لم تكن سانحة في أية مرحلة من المراحل التي خاضتها السلطة مع الاحتلال.
وقال: "كل المؤشرات والدلائل تبين أن مشروع التسوية وصل إلى طريق مسدود وهي مسيرة فاشلة بامتياز لا يمكن أن تفضي إلى أية نتائج "، لافتاً أنه حتى السلطة أصبحت تشكل لديها قناعة بهذا الفشل وتصر عليه.
وأضاف:" لذلك نحن نستغرب ونستهجن الحديث عن القبول بلقاءات مباشرة من قادة العدو الصهيوني في هذا التوقيت بالذات الذي يعيش فيه الكيان الصهيوني أكبر أزمة وعزلة سياسية لم يسبق لها مثيل" .
يذكر أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي انطلقت في كانون ثاني العام 2007 ضمن مؤتمر "أنابولس للسلام" برعاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, قد تعثرت في ديسمبر 2008 بعد أن بحثت "سلطة فتح" مع الكيان الصهيوني في عهد أولمرت كافة قضايا الوضع النهائي مثل الحدود واللاجئين وتبادل الأراضي والأمن, حيث تم إنجاز الملف الوحيد هو "ملف الأمن" على حساب الشعب الفلسطيني ومقاومته دون أن تنفد "إسرائيل"أي ٍمن التزاماتها.