من نفحة إلى السفينةِ مرمرة
شعر الأسير: بلال أبو دقة
شُقِّي العُبابَ وأبحري يا مرمرة
فأميرةٌ في البحرِ أنت الآمرهْ
هم أرادوكِ الأسيرةَ عندَهم
بغبائِهم قد صِرتِ أنت الآسِرهْ
شجعانُك الأحرارُ فوقكِ ضُرِّجوا
فدماؤُهُمْ مسكٌ وعطرُ العنبرَه
كم ضجَّ هذا البحرُ من دنسِ العدا
فمنحتِه مِنْكِ الدماءَ مطهّرَهْ
فمضتْ بها الأمواجُ نحو قطاعنِا
صارتْ بها جدُر الحصارِ مُكسّرهْ
البحرُ قال غدوتُ عذبًا صافيًا
لكنَّ أمواجي تظلُّ مزمجِرَهْ
لتبُثَّ رعبًا في الطغاةِ فإنهم
كالحمْرِ فرّتْ من أمامِ القسورهْ
خافتْ مواجهةَ العِصِيِّ جنودُهم
فتخبّطوا وتورّطوا في المجزرهْ
هذي دُروسُ الدهرِ ظلَّ يُعيدُها
يا أمّتي إنّ الدروسَ مكرّرهْ
فلتدفَعي ثمن الكرامة مرّةً
الموتُ حتمٌ والأمورُ مُقدَّرهْ
ثمنُ السلامِ هوانُنا وخضوعُنا
وتظلُّ أفعالُ القويِّ مُبَرَّرَهْ
إني أقولُ وفي يديّ قيودُهم
وسفوحُ نفحةَ حولَ سجني مقفِرهْ
أنتِ الشجاعةُ يا حبيبيةُ مرمرهْ
ولأنتِ في عِقد الزمان الجوهرهْ
ذا شيخُ أقصانا لمتْنِكِ فارسٌ
يمضي لغزّةَ كي تكونَ محرّرة
فبها قلاعٌ ليس يسقُطُ ركنُها
وشموسُ عِزَّتنا هنالِكَ مسفِرَة
ولواءُ أقصانا بغزّةَ مُشْهَرٌ
وسيوفنا حتمًا ستبقى مُشهَرهْ
ونظلُّ نهتفُ يا حبيبةُ مرمره
ما زلتِ في عِقدِ الزمانِ الجوهَرهْ
غضبٌ وغيثٌ في حروفِكِ واضحٌ
هو في لغاتِ الضّادِ معنى مرمرهْ
وأظنُّها مُرُّ الحسابِ لدى لغا
تِ التركِ في كتبِ الأباةِ مُقررهْ
وسمعتُ طيِّبَهم يوضِّحُ درسَها
ويعيدُه فغدتْ بذاكَ مُفسَّرَهْ
سنظلُّ نكتُبها بكلِّ لغاتِنا
وعلى جبينِ الفجرِ نكتُب مرمرهْ
لغةُ البطولةِ والشهامةِ والفدى
لغةُ المحبّةِ بالوفاءِ معطَّرهْ
لغةٌ لها أدبٌ رفيعٌ خالدٌ
ولأنتِ فيها يا حبيبةُ شاعرهْ
بيتُ القصيدِ روتْهُ عنْكِ جحافلٌ
وغَدا نشيدًا للجموعِ الهادِرَهْ
والطيرُ غرَّدَ حولَنا أنغامَها
فسمِعتُها عبرَ النَّسيم مكبَّرَهْ
أسراكِ زاروا سجننا فنقشتُ ذك
راهمْ على جدرانِه في مفخرَهْ
هم شاركونا الأسرَ يومًا واحدًا
فأضاءَ من تلكَ الوجوهِ النيره
مَرّتْ علينا في السجون عقودُنا
لكنّ يومَكِ في فؤادِ الذاكره
نُهديكِ مرمرةَ الإباءِ تحيةً
وتحيةُ الأسرى لطيّبِ أنقره