قالت مصادر أمنية عراقية إن هناك اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش العراقي في حي رجم حديد غربي الموصل ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي شن هجوما مباغتا فجر اليوم السبت على القوات المتمركزة في الحي، الذي كشفت مصادر للجزيرة أنه شهد سقوط عشرات الضحايا المدنيين نتيجة القصف قبل اسبوع.
وانطلق هجوم التنظيم على حي رجم حديد من منطقة الجزيرة التي كان مسلحو العشائر يسيطرون عليها، لكنهم لم يستطيعوا الصمود أمام الهجوم بسبب ضعف تسليحهم، مما أوقع خسائر كبيرة في صفوفهم.
وتشهد المنطقة معارك شرسة بعد سيطرة التنظيم عليها، خصوصا مع تعرضها لقصف مدفعي كثيف من جانب الجيش العراقي، إضافة إلى الغارات المتواصلة التي تشنها طائرات التحالف الدولي والمروحيات العراقية مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين.
وتحدث شهود عيان عن سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء قصف مدفعي وصاروخي وجوي، دَمر منازل على رؤوس ساكنيها في عدد من الأحياء. بينما أفادت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة بمقتل 43 شخصا وجرح 35 آخرين في قصف جوي ومدفعي على أحياء غربي الموصل.
وفي حي رجم الحديد ذاته، قالت مصادر للجزيرة إنه عُثر على جثث عشرات الأشخاص الذين قـُتلوا نتيجة معارك دارت قبل أسبوع بين القوات العراقية وتنظيم الدولة، وهو نفس الوقت الذي استعادت القوات الحكومية فيه هذا الحي من التنظيم.
ووقعت مجازر في حي الموصل الجديدة قبل نحو أسبوعين وقتل فيها ما لا يقل عن سبعمئة مدني بفعل المعارك والقصف الجوي لطيران التحالف الدولي- تكررت في حي رجم حديد.
في غضون ذلك، ذكر مسؤولون محليون بمجلس قضاء الموصل -طلبوا عدم ذكر أسمائهم- أن عدد القتلى يزيد على المئة وأن أغلبهم مازال تحت الأنقاض.
وعلى الصعيد ذاته، أسفر قصف متبادل بين التنظيم والقوات العراقية عن إصابة 14 مدنيا في أحياء الموصل الجديدة والأغوات ووادي العين الشمالي وغيرها من الأحياء في الجانب الغربي من المدينة.
وأشار مراسل الجزيرة إلى إن القوات العراقية تحاول التقدم من ناحية حي الشفاء عند الجسر الثالث بمحاذاة نهر دجلة كي تقطع الطريق بين المدينة القديمة وبين الأحياء الغربية التي يسيطر التنظيم عليها، بينما تواجه هذه القوات مقاومة شديدة بالمنطقة المحيطة بجامع النوري.
وفي إطار الانتقادات لعملية استعادة الموصل وما يسقط جراء المعارك من ضحايا مدنيين، دعا عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى النائب زاهد الخاتوني القيادات العسكرية العراقية إلى تعديل خططها القتالية في المدينة وبالشكل الذي يؤدي إلى تقليل الخسائر بين صفوف المدنيين.
وطالب الخاتوني في بيان هذه القوات والتحالف الدولي بـ "عدم الاعتماد على القصف الجوي لضرب أهداف غير دقيقة يذهب ضحيتها مئات المدنيين مقابل أعداد قليلة من مقاتلي التنظيم".
بدوره، اعتبر رئيس اللجنة المركزية للمشروع الوطني العراقي جمال الضاري أن عملية استعادة مدينة الموصل تمثل إبادة جماعية.
كما اتهمت سيدة عراقية تدعى "أم أحمد" التحالف الدولي والقوات العراقية بتعمد قصف المدنيين بأحياء غربي الموصل، وقالت للجزيرة إنها فقدت جميع أفراد عائلتها البالغ عددهم 26 في هذا القصف.
الجزيرة