قائمة الموقع

​فتح باب التوبة للعملاء .. "الإنذار الأخير"

2017-04-06T04:53:47+03:00
الأجهزة الأمنية في غزة
غزة-نور الدين صالح

فتحت وزارة الداخلية باب التوبة أمام المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها عقب اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء، في الرابع والعشرين من مارس الماضي، من أجل التوصل إلى خيوط تقود للكشف عن مرتكبي الجريمة.

ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع حالة الاستنفار الأمني التي أعلنتها، عقب جريمة الاغتيال ونشر الحواجز، إذ يبدو أن خطوة "فتح باب التوبة" بمثابة التحذير الأخير قبل البدء بتنفيذ إجراءاتها الفعلية على أرض الواقع بحق المتخابرين مع الاحتلال، الذين يشكّلون أساس نشر الفتنة في أوساط المجتمع الغزي.

فقد دعت الداخلية في بيان صحفي لها، أي متخابر إلى التواصل مع أقرب شخص على علاقة مباشرة بالأجهزة الأمنية يثق به، مؤكدة أنها "ستوفّر لمن يسلّم نفسه الحماية الأمنية والقانونية، ومعالجة قضيته، وفق ظروف السرية التامة، وخارج المقار الأمنية".

وشددت على أن "هذه المدة تمثل طوق نجاة، وفرصة حقيقية لمن تورط في التخابر والعمالة مع الاحتلال، وأراد التخلص من العار الذي لحق به، وتحكيم العقل والرشد، والعودة إلى حضن الأهل والوطن والعيش آمناً مطمئناً في نفسه وبلده".

وأشارت إلى أن "من سلّم نفسه من المتخابرين في حملات سابقة، يعيش الآن حياته بعيدا عن الخوف والملاحقة"، محذرة من أن عدم تسليم المتخابر نفسه خلال المدة الممنوحة للتوبة، يعني أنه سيكون في قبضة الأجهزة الأمنية، "وقد أعذر من أنذر"، كما جاء في البيان.

إجراءات أمنية

يذكر أن مسؤول قطاع الأمن في غزة اللواء توفيق أبو نعيم، أكد أنه بعد اغتيال فقهاء وجهت تعليمات لكافة الأجهزة الأمنية في غزة بالبدء بمرحلة أمنية مبادِرة وقادرة على حفظ الأمن والاستقرار.

المختص في الشؤون الأمنية محمد أبو هربيد، يرى أن إقدام الداخلية على فتح باب التوبة "خطوة في الاتجاه الصحيح" وتأتي ضمن الإجراءات الامنية التي اتخذتها في الفترة الأخيرة لمحاصرة العملاء.

وأوضح أبو هربيد خلال اتصال هاتفي مع "الرسالة نت"، أن الداخلية هي المسؤولة عن الحفاظ على الأمن في القطاع، لذلك تريد أن تعالج ظاهرة العملاء، مشيراً إلى أن هناك الكثير من العملاء الذين تعرضوا للضغوط الاسرائيلية ويريدون أن يعودوا لكنهم لا يعرفون كيف.

وقال "العملاء الذين سيعودون إلى شعبهم حتماً سيقدمون معلومات تصب في مصلحة التحقيق في عملية اغتيال فقهاء، ونجاح العملية الأمنية، لذلك تعمل الداخلية على تحويلهم من متخابرين إلى وطنيين".

وتوقع أن يقدم عدد من العملاء على تسليم أنفسهم، على غرار ما حدث في التجربة السابقة التي اعلنت عنها الداخلية وأثبتت نجاحها.

فيما يرى إبراهيم حبيب المختص في الشأن الأمني، أن إعلان الداخلية مؤشر بأن العملاء كان لهم دور في عملية الوصول للشهيد مازن فقها، مشيرا إلى وجود تطور نوعي في أداء العملاء الذين دخل بعضهم لـمرحلة القتل وليس الاكتفاء فقط بتقديم معلومات.

وأوضح حبيب في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" أن الداخلية ستشدد بشكل أكبر في قضية تنفيذ الأحكام الصادرة بحق العملاء، بما يوازي جرأة العملاء على القتل وتقديم المعلومات رغم القبضة الأمنية المشددة في القطاع.

تجدر الإشارة إلى أن الداخلية كانت قد أعلنت عن فتح باب التوبة للمتخابرين مع الاحتلال عام 2010، حيث سلّم عدد كبير من العملاء أنفسهم، بحسب ما ذكر العقيد محمد لافي المسؤول في الأمن الداخلي بغزة في تصريحات صحفية سابقة آنذاك.

وأكد لافي أن الحملة في ذلك الوقت نجحت في خلق حالة من الارباك لدى أجهزة الاحتلال في التواصل مع العملاء في قطاع غزة، مما دفعه للالتقاء مع العملاء خارج القطاع.

اخبار ذات صلة