أفاد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الاتحاد الروسي بأن موسكو ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن إثر الهجوم الأميركي على سوريا، فيما طلبت بوليفيا عقد مشاورات مغلقة اليوم الجمعة حول هذا الموضوع.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف قوله إن الضربات الأميركية على قاعدة جوية سورية قد تقوض جهود مكافحة الإرهاب، كاشفا أن روسيا ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
وأرجأ أعضاء مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار بشأن الهجوم الكيميائي على خان شيخون بسوريا، من أجل إجراء مزيد من المفاوضات.
وجاءت الخطوة بالتزامن مع جلسة مشاورات مغلقة في مجلس الأمن طرحت خلالها ثلاثة مشاريع قرار بشأن الهجوم، الأول مقدم من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، والثاني من روسيا، فيما قُدم المشروع الثالث باسم الدول العشر غير الدائمة بالمجلس، وفقا لمصادر دبلوماسية.
تأجيل الجلسة
وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن الجلسة أرجئت إلى موعد غير محدد بعد أن كانت تتجه لفيتو مؤكد من روسيا التي لا يحظى مشروعها بعدد كافٍ من الأصوات، مشيرا إلى أن تقديم الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن مشروع قرار ثالثا يطالب بإجراء تحقيق في الهجوم، جاء في محاولة منها لردم الهوة بين المشروعين الروسي والغربي المتضادين.
وأضاف المراسل أن إزالة فقرة مهمة تعترض عليها روسيا من مشروع القرار الثالث سبب الإرباك، وأن الولايات المتحدة لا تشعر بالارتياح لذلك، لافتا إلى أنه لم يحدد بعد وقت معين للتصويت.
وقد حصلت الجزيرة على نسخة من مشروع قرار معدل وزعته واشنطن ولندن وباريس أمس على أعضاء مجلس الأمن، يدين بأشد العبارات هجوم خان شيخون الكيميائي الذي أسفر عن مقتل 84 شخصا وإصابة خمسمئة آخرين، وفق حصيلة ضحايا أعلنها الدفاع المدني السوري.
ويؤكد المشروع ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، في حال انتهاك القرار وثبوت حيازة أو استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
ويدعم المشروع بشكل كامل فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر السلاح الكيميائي، ويطالب جميع الأطراف بتسهيل وصوله بسرعة. ويطلب من النظام السوري تقديم كشوف بالطلعات الجوية التي تمت يوم الهجوم وأسماء القادة المسؤولين عنها.
مشروع روسي
كما يطالب بتيسير وصول فريق التحقيقات إلى القواعد الجوية التي يحتمل أن تكون انطلقت منها الهجمات باستخدام السلاح الكيميائي، ولقاء من يريد لقاءهم من القادة العسكريين. وقد أضافت الدول الثلاث تعديلات طفيفة تراعي بعض مطالب روسيا، لكنها تجاهلت معظم مطالبها الرئيسية.
من جهتها، قدمت روسيا مشروع قرار خاصا بها إلى مجلس الأمن، بعدما رفضت مشروع القرار الغربي ووصفته بغير المقبول.
ويطلب مشروع القرار الروسي -الذي حصلت الجزيرة أيضا على نسخة منه- من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفريق الآلية المشتركة التابعة للأمم المتحدة، تقديم مقترحات إلى مجلس الأمن بشأن أعضاء الفريق الذي سيتولى التحقيقات، ويشدد على ضرورة أن يتم تشكيله بطريقة متوازنة تراعي التمثيل الجغرافي.
ويدعو المشروع الروسي إلى التوجه في أسرع وقت ممكن إلى موقع الهجوم في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي والمناطق المجاورة له للشروع في التحقيقات، ويطلب من جميع الأطراف في سوريا تسهيل الوصول إلى هذه المواقع.
ويشدد المشروع نفسه على ضرورة أن يتضمن تقرير فريق التحقيقات كل الأدلة التي جمعت من موقع الهجوم إلى مجلس الأمن.