اشتعلت نار الاشتباكات داخل أروقة مخيم عين الحلوة في لبنان من جديد، بعد اعتداء مجموعة مسلحة في منطقة "الطيري" على القوة الأمنية المشتركة أثناء انتشارها لممارسة مهامها الأمني.
ولا تزال الاشتباكات متواصلة بين القوة الأمنية المشتركة ومجموعة "بلال بدر" المتشددة في المنطقة، حيث أوقعت 10 قتلى، و40 جريحًا.
وفي التفاصيل، فقد بدأت الاشتباكات عندما وصلت عناصر من القوة الأمنية المشتركة إلى منطقة "الطيري" في مخيم عين الحلوة، التي تتولى مهام الحفاظ على الامن، وفق الاتفاق الذي جرى بين الفصائل، لكن جماعة "بلال بدر" رفضت وجودهم وأطلقت النار عليهم، وقتلت الخربيطي، الأمر الذي أدى إلى اشتعال موجة الاشتباكات.
تجدر الإشارة إلى أن الفصائل الفلسطينية كانت قد وقعت اتفاقاً لوقف إطلاق النار مطلع شهر مارس الماضي، تضمن تشكيل قوة أمنية مشتركة لمتابعة وقف النار، مهمتها الانتشار في المناطق التي شهدت الاشتباكات، والاتصال بالمسلحين لإجبارهم على تنفيذ الاتفاق.
ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان علي بركة، أدان الاعتداء على القوة المشتركة، مؤكداً أن انتشارها لا تراجع عنه. وقال "لن نسمح لأحد أن يعرقل انتشارها وقيامها بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار في المخيم".
لقاء فصائلي
وإزاء اشتعال نار الاشتباكات، فإن علي هويدي مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين في لبنان، قال "إنه من المفترض أن يكون هناك لقاء يجمع الفصائل الفلسطينية مع الجيش اللبناني لبحث سبل وقف إطلاق النار، وإعادة الهدوء للمخيم".
وأكد هويدي في حديثه لـ "الرسالة نت"، وجود اجماع فلسطيني على ضرورة السيطرة على الأوضاع الجارية في المخيم ووقف الاشتباكات واراقة الدماء الفلسطينية، والالتزام بالاتفاق الموقع مسبقاً، مشدداً على ضرورة "وضع النقاط على الحروف" لمسألة الاشتباكات المتكررة.
وأوضح أن استمرار الاشتباكات أدى الى نزوح العشرات من سكان المخيم إلى الأماكن المجاورة له، الأكثر أمناً، حفاظاً على سلامة أرواحهم، واصفاً أوضاع السكان والمخيم بـ "المأساوية".
وحذر من الانجرار نحو الأخبار "الكاذبة والملفقة" المنشورة على بعض وسائل التواصل والمواقع، التي تؤيد الاحتكام إلى لغة السلاح في السيطرة على المخيم.
بدوره، كشف عاصف موسى عضو لجنة الحراك الشعبي بمخيم عين الحلوة لـ "الرسالة نت"، أن عدداً من رجال الإصلاح داخل المخيم يجرون مفاوضات لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن القوة الأمنية المشتركة مصرّة على تسليم مجموعات بدر لعدد من عناصرها، خاصة الذين بدأوا بإطلاق النار.
لغة الحوار
وبالعودة إلى هويدي، فإنه طالب طرفي الاشتباك والفصائل الفلسطينية، بضرورة الاحتكام إلى لغة الحوار، تجنباً لإراقة مزيد من الدم الفلسطيني داخل المخيم، والحفاظ على الأمن في محيطه أيضاً.
ودعا إلى السماح بانتشار القوة الأمنية المشتركة، معرباً في الوقت ذاته عن أمله، في التوصل إلى صيغة توافقية تفضي إلى وقف إطلاق النار وإعادة الهدوء في أرجاء المخيم.
يذكر أن مخيم عين الحلوة، يضم أكثر من 80 ألف لاجئ، ويعدّ أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويتواجد الفلسطينيون في 12 مخيمًا في أكثر من منطقة لبنانية؛ منذ النكبة عام 1948، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفًا.
الجدير ذكره، أن هذه الاشتباكات ليست الأولى في المخيم، حيث شهد قبل ذلك اشتباكات دامية بين حركة فتح وجماعات مسلحة متشددة، من بينها "عصبة الأنصار" أدت إلى مقتل العديد من المواطنين وإصابة العشرات، وتدمير منازل وتهجير العديد من العوائل الفلسطينية.
يُشَار إلى أن الجيش اللبناني لا يدخل مخيم "عين الحلوة" وعددا من المخيمات الأخرى، بموجب اتفاق ضمني بين الأطراف الفلسطينية والسلطات اللبنانية، ويمارس الأول نوعا من الشرطة الذاتية في تلك المخيمات.