على الرغم من إعلان لجنة الانتخابات المركزية البدء الفعلي لعملية الترشح للانتخابات المحلية المزمع إجراؤها خلال شهر أيار من هذا العام، إلا أن السباق نحو تشكيل قوائم الانتخابات وعقد التحالفات بدأت فصوله منذ اللحظة الأولى لتحديد موعد الانتخابات الأخيرة.
ورغم اتساع الوقت وسعي حركة فتح لمسابقة الزمن ولتشكيل قوائم انتخابية إلا أنها ما زالت حتى اللحظة عاجزة عن الوصول إلى وصفة وتشكيلة ترفع من رصيدها الشعبي وأشخاص يحظون بالقبول بين الجماهير على أرض الواقع.
وكان رئيس الحكومة في الضفة رامي الحمد الله، قد أعلن أن الانتخابات المحلية ستجرى في الضفة الغربية يوم 13 مايو/أيار المقبل، وستؤجل في قطاع غزة، مبرراً ذلك بأن حركة حماس ترفض إجراءها، غير أن الأخيرة رفضت في ذلك الوقت تصريحات الحمد الله، وأوضحت أنها وافقت على إجراء الانتخابات العام الماضي، لكن السلطة هي التي تلاعبت بالمواعيد.
عجز فتحاوي واضح
ونقل موقع نبض الضفة عن مصدر في حركة فتح، تأكيده على أن حركته في أكبر وأغلب بلديات الضفة ومجالسها القروية ما زالت عاجزة عن تشكيل قوائم فتحاوية خاصة بها، مبيناً أن مشاكل تياري رئيس السلطة محمود عباس والقيادي المفصول من حركة فتح دحلان، وما حصل مؤخراً في أكثر من منطقة جغرافية جعل من فتح ومشاريعها وخططها في مهب الريح، وتابع: "فتح اليوم لا تحظى باحترام وقبول أبنائها أنفسهم، فكيف إذا ما تحدثنا عن المواطن العادي؟!".
وأضاف "أن فتح تحاول أن تبحث عن صيغة تحفظ ماء وجهها من خلال البحث عن شخصيات مهنية ولو كانت غير منتمية إليها لتسويق نفسها على أنها قوائم خاصة بها"، منوهاً إلى أن مقاطعة حركة حماس للانتخابات وحتى بعض فصائل اليسار "هو بحد ذاته إحراج كبير لحركة فتح والسلطة بشكل عام".
لا تحظى باهتمام الشارع
ويرى ساسة ومتابعون، أن الانتخابات المحلية على أهميتها ومطالبة فتح بها، إلا أنها ستكون بمثابة المسمار الجديد الذي سيدق في نعش الحركة كونها تعيش أسوأ مراحلها من حيث الخلافات الداخلية أولاً ومن ثم فقدانها لجزء كبير من رصيدها وشعبيتها في ظل الإخفاقات والخذلان السياسي الذي تقدمه قيادتها.
واعتبر فتحي قرعاوي النائب عن كتلة التغيير والإصلاح ممثلة حركة حماس في المجلس التشريعي، أن الانتخابات المحلية القادمة "باهتة ولا تحظى باهتمام الشارع الفلسطيني ولن يُكتب لها النجاح"، مشيراً إلى "حالة القمع وفرض الهيمنة وبسط البلطجة التي تحاول جهة بعينها السيطرة من خلالها على الشارع في الضفة الغربية".
وذكر قرعاوي لـ"الرسالة" أن ما يزيد الانتخابات المحلية بهتاناً "حالة الوضع الفتحاوي الداخلي التي تشهد انشقاقاً واضحاً، وخاصة بين تياري فتح المتصارعين -محمد دحلان ومحمود عباس-، فضلاً عن أن هناك تيارات أخرى داخل الحركة تتصارع على "تقاسم الكعكة"، على حد تعبيره.
وحول تأثير مقاطعة حركة حماس وفصائل يسارية أخرى على هذه الانتخابات، قال قرعاوي " لا شك أن المقاطعة كان لها أثر كبير، عوضاً عن إحجام المواطنين عن المشاركة، وذلك لما أصابهم من ملل للطريقة غير السوية التي تجري فيها الانتخابات".
وإضافة لمقاطعة حماس، فقد كانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت مقاطعتها للانتخابات بسبب خلافات مع السلطة أيضًا على آليات إجرائها، فيما انضمت بعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى مقاطعي الانتخابات.
استقطابات حادة وصراعات
من ناحيته، أكد فريد ضهير أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، أن الاستقطابات الحادة الحاصلة داخل فتح أدت إلى وجود أكثر من قائمة في بعض المناطق، وهذا شكل ضغطًا على الحركة، لافتاً إلى أن ذلك دفع محاور داخل فتح إلى تشكيل قوائم لخوض الانتخابات ولو بالتحالف مع جهات وقوائم أخرى.
وأوضح ضهير لـ"الرسالة" بصفته مراقباً للانتخابات المحلية في الضفة، أن قوة الشخصيات المطروحة في الانتخابات لها دور كبير في دخول حركة فتح وغيرها من الفصائل اليسارية في تحالفات مع شخصيات مستقلة أو مقربة من التيار الإسلامي، مؤكداً أن غياب معارض قوي مثل حركة حماس أفقد هذه الانتخابات القوة التنافسية الحقيقية.
يذكر أن عدداً من المسلحين أطلقوا عشرات الطلقات النارية على منزل وسيارة كمال جبر في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، دون وقوع إصابات، علماً أن جبر مرشح حركة فتح لخوض انتخابات بلدية حوارة ونائب رئيس البلدية السابق، حيث اتهم جبر في تصريحات لوسائل الإعلام من وصفهم بخفافيش الليل بالوقوف وراء إطلاق النار، مؤكداً أنهم يحاولون العبث بالانتخابات القادمة.