يتسلل صوت المذيعيْن من غرفة صغيرة في إذاعة طيف وسط مدينة غزة، لتمر عبر مسامع الأسرى في سجون الاحتلال، وهي في طريقها إلى موسوعة غينيس Guinness World Records، سعيا لتحقيق رقم قياسي بأطول موجة إذاعية تصل إلى 65 ساعة بث متواصل.

الموجة التي حملت عنوان "مليون سنة أسر" في إشارة تقديرية لآلاف السنوات التي حوكم بها الأسرى الفلسطينيون منذ أن فتحت زنازين الاحتلال أبوابها على مدار سنوات الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي).

 عند الخامسة مساءً من يوم السبت الماضي، دقت ساعة البث على الشاشة التي ترتكز على حائط خلف المذيعيْن محمد هنية وفاطمة القاضي اللذين سيقودان الموجة طيلة 65 ساعة دون انقطاع.

وافتتح البث بكلمة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي تأسر حركته عددا من الجنود (الإسرائيليين) خلال العدوان الأخير صيف 2014 الماضي، بتجديد العهد مع الأسرى على تبييض السجون.

وفي تفاصيل الموجة، قال عبد الرحمن شديد مدير مكتب إعلام الأسرى الذي يرعى الموجة إن الهدف منها إبراز قضية الأسرى، في ظل حالة الانشغال المحلي والاقليمي عن قضايا الشعب الفلسطيني.

وتسعى الموجة إلى تسجيل رقم قياسي في موسوعة غينيس بـ 65 ساعة بث إذاعي متواصلة، وستستمر حتى الساعة العاشرة من صباح غدٍ الثلاثاء، وفق قول شديد، داعيا وسائل الإعلام إلى الاهتمام بالموجة وفعالياتها التي ستبرز جوانب متعددة من معاناة الأسرى في سجون الاحتلال.

******أسرى في السجون

وعلى طاولة البث التي لن يفارقها المذيعان طيلة الساعات المقبلة، التقت "الرسالة"، الصحفي محمد هنية، والذي كان متحمسا للمشاركة، قبل دخوله غرفة البث، وصف تجربته بالمثيرة، وأنه قبل التحدي كدعم متواضع للأسرى في سجون الاحتلال ونقل قضيتهم للعالم كله.

ويخبر المذيع هنية الذي كان يقلب ورق الاعداد بين يديه، أن الموجة ستستضيف أكثر من 200 شخصية وطنية وفصائلية ومجتمعية، أبرزها خالد مشعل والشيخ رائد صلاح، وأبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، وعدد من الأسرى المحررين، وآخرون من داخل السجون.

وأكمل المذيع الشاب حديثه على عجالة، قبل دخوله غرفة البث، أن الضغط كبير وساعات العمل ستكون طويلة، ولن يتوقف البث سوى ساعة واحدة كل 24 ساعة، بالإضافة إلى أنه يمنع قطع الحديث خلال البث فسيقوم هو وزميلته بمناقشة الضيوف وطرح المواضيع التي تخص الأسرى.

وإلى جانب هنية، تشارك زميلته فاطمة القاضي في قيادة البث، وبمجرد دخولها الاستوديو بدأت تتحدث بحماس عن قضية الأسرى.

قبل دخولها البث التقتها "الرسالة" فتحدثت عن تجربتها، أنها أمام تحديين الأول مشاركة زملائها في انجاز الموجة وفق شروط موسوعة غينيس، والثاني أن عليها أن تصمد 65 ساعة متواصلة، وذلك لم يحدث من قبل مع أي مذيعة.

وتنشط القاضي في الفعاليات الخاصة بقضايا الأسرى منذ ست سنوات، لذا كان قرار مشاركتها في الموجة المفتوحة من باب دعمها لقضية الأسرى التي تعتبرها قضيتها الأولى وفق قولها.

ومنذ الاعلان عن الموجة المفتوحة المخصصة للأسرى، يستعد المهتمون بالشأن الفلسطيني وخاصة قضية الأسرى بمتابعتها عن كثب سواء داخل قطاع غزة أو خارجه، فالجميع يتعطش لصفقة أحرار جديدة.

والجدير ذكره أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ 7 آلاف أسير وأسيرة، إضافة إلى 800 أسير ضمن الحكم الإداري بدون محاكمة، وعشرات الأسرى المرضى والأطفال وكبار السن.