أعلن المنسق العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا في هولندا أمين أبو راشد، عن إطلاق حملة لجمع توقيعات من الجاليات الفلسطينية والأوروبيين، بهدف الضغط على بريطانيا للاعتذار عن "وعد بلفور" الذي تسبب في تشريد الفلسطينيين في بقاع الأرض.
وقال أبو راشد في حوار مع صحيفة "الرسالة": "عند جمع 50 ألف توقيع، سيجري مناقشتها ومن ثم إجبار البرلمان الأوروبي وصناع القرار في القارة الأوروبية، والضغط على بريطانيا للاعتذار عن وعد بلفور".
وكان فلسطينيو أوروبا عقدوا مؤتمرهم الخامس عشر، في مدينة روتردام الهولندية، تحت شعار "مائة عام.. ننتصر ولا ننكسر"، وبحثوا خلاله القضية الفلسطينية وقضايا اللاجئين، وسبل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أعوام. وجرى تنظيم المؤتمر من مؤسسة "فلسطينيي أوروبا" ومركز العودة الفلسطيني والجالية الفلسطينية و"البيت" الفلسطينية في هولندا، بمشاركة آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات الذين توزّعوا على وفود وجماهير غفيرة وممثلي مؤسسات ونقابات واتحادات وتجمعات وقيادات وشخصيات فلسطينية جاءته من أرجاء القارة الأوروبية.
وأوضح أبو راشد، أن الهدف من عقد المؤتمر هو إظهار رسالة الشعب الفلسطيني وإبراز قضيته العادلة أمام المجتمع الغربي والأوروبي، لتعريفهم بمدى الواقع الصعب الذي يعيشه، مشيراً إلى أن ملف معاناة قطاع غزة، كان حاضراً بقوة في المؤتمر.
وبيّن أن المؤتمر اهتم بمناقشة جميع الملفات الفلسطينية واللاجئين، وقضية الأسرى في سجون الاحتلال، لافتاً إلى أنه تم عقد مؤتمرين بالتزامن مع انعقاده.
حضور آلاف الفلسطينيين والأوروبيين للمؤتمر يؤكد عمق قضية فلسطين
وأكد أن حضور الآلاف من الفلسطينيين والبرلمانيين الأوروبيين في المؤتمر، يدلل على مدى عمق القضية الفلسطينية، واهتمام الأوروبيين بما يجري في الأراضي الفلسطينية.
منظمة التحرير
وكانت حركة "فتح" ممثلة في الناطق الرسمي باسمها جمال نزال، قد شنت يوم الجمعة هجوما لاذعا على المؤتمر، واعتبرته محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي هذا السياق، قال أبو راشد، إن المؤتمر لم يكن بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية، وإنما جاء لإغلاق حالة العجز التي تمثلها السلطة ومندوبوها في القارة الأوروبية.
وأضاف أبو راشد "في الحقيقة لا يوجد في الميدان أي نشاط للسلطة في الدول الأوروبية، أي نشاط يصب في خدمة القضايا الرئيسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، منذ عشرات السنوات، مثل المؤتمرات الشعبية".
وأوضح أن المؤتمر لم يُطرح لأن يكون بديلاً لأي مؤسسة، إنما تحدث عن ضرورة تفعيل دور السلطة والجاليات الفلسطينية في القارة الأوروبية، وإمكانية تسخير هذه الطاقات لخدمة الشعب الفلسطيني.
وتابع "عندما يعجز الآخرون عن قيادة الشعب الفلسطيني ويتخلون عن الميدان، يتحرك أصحاب الضمائر الحية ليتم تفعيل هذه الطاقات في القارة الأوروبية لتأخذ دورها".
قضية الأسرى
وتزامن انعقاد المؤتمر مع إحياء يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف السابع عشر من شهر ابريل، وإزاء ذلك، أكد أبو راشد أن المؤتمر تناول قضية الأسرى بشكل قوي، مشيراً إلى وجود عدد من الأسرى الذين صنعوا الانتصار وصمدوا أمام غطرسة الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات.
قضية الأسرى كانت حاضرة بقوة وهم أمل ووحدة القضية
وقال "سيبقى ملف الأسرى حاضراً في أوروبا، وستكون هناك فعاليات لمطالبة صناع القرار الأوروبيين بالضغط على الاحتلال، لإنهاء معاناة الأسرى". ووجه أبو راشد رسالة للأسرى قائلاً: "هم شرف الأمة وأمل وحدة القضية الفلسطينية".
ويحيي الفلسطينيون يوم الأسير الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية، من خلال إطلاق فعاليات مناصرة لهم ومطالبة بضرورة الإفراج الفوري عنهم.
وعد بلفور
وصادف عقد مؤتمر فلسطينيي أوروبا مرور 100 عام على وعد بلفور، و50 عاماً على احتلال القدس، و69 عاماً على النكبة الفلسطينية.
ونبّه أبو راشد إلى أن المؤتمر أوصل رسالة للمجتمع الغربي والأوروبي مفادها، أنه "بعد 100 عام لم ننس القضية الفلسطينية، ولا يزال الشعب الفلسطيني موجودا في القارة الأوروبية ويحمل همّ القضية".
واستنكر أبو راشد، تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ عشرة أعوام، مشدداً على ضرورة إنهائه، لتخفيف معاناة المواطنين.
وأكد أن المؤتمر تطرق إلى معاناة قطاع غزة، وحظيت باهتمام واسع بين المشاركين، نظراً لأهميتها، داعياً الكل الفلسطيني إلى ضرورة التوافق على حل إشكاليات قطاع غزة الداخلية، وعلى رأسها أزمة الرواتب الأخيرة.
ووجه كلمة إلى قطاع غزة، قائلاً "جرحكم جرحنا، ومعاناتكم معاناتنا، وحصاركم على رأس أولويات كل فلسطيني، وسنبقى في صف واحد ضد كل من تآمر على غزة".
وجدد تأكيده على أن فعاليات التضامن مع غزة، لن تقتصر على المؤتمر فقط، بل سيكون هناك مؤتمرات وفعاليات أخرى خلال الأيام المقبلة.
سيكون هناك فعاليات أخرى في القارة الأوروبية نصرة لغزة
وبيّن أنه "منذ عشرين عاماً لدينا خطة سنوية دائمة، تسمى "خطة المواسم"، وغزة حاضرة فيها بقوة، وهي رمز القضية".
وأكد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس عشر، في بيانه الختامي، التمسك بحق العودة، مشددًا على عزم شعبنا الفلسطيني خارج وطنه المحتل على تطوير حضوره وجهوده لانتزاع حقوقه الثابتة وتحقيق مطالبه المشروعة، فيما ندد باعتداءات الاحتلال بالقدس وحصار غزة.
وطالب أبو راشد، الدول والمنظمات والهيئات الأوروبية والدولية بالوقوف عند التزاماتها فيما يتعلق بقضية فلسطين نحو العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وعزل نظام الاحتلال، وإلغاء أشكال الدعم والتعاون والشراكة معه دون إبطاء، وفرض عقوبات عليه ومحاسبته على الانتهاكات الجسيمة التي يقترفها بحق شعبنا الفلسطيني.
يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها مدينة روتردام الهولندية مؤتمر فلسطينيي أوروبا، حيث كانت الأولى عام 2007، ولا يزال المؤتمر الذي قام أساسا على مطلب حق العودة يتمسك بذات المطالب.
وكانت أول دورة لـ "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" قد انعقدت في العاصمة البريطانية لندن عام 2003، ثم جابت بعد ذلك مختلف العواصم الأوروبية، وكان آخرها في مدينة "مالمو" السويدية العام الماضي.