اتفق وزيرا الخارجية السوداني إبراهيم غندور والمصري سامح شكري على إبرام ميثاق شرف إعلامي بين البلدين، لتجنب أي إساءات متبادلة، في محاولة لتهدئة التوتر بينهما على خلفية أزمة منطقة حلايب المتنازع عليها وملفات عدة أخرى.
ووجه غندور خلال الجلسة الافتتاحية للجنة التشاور السياسي بينهما التي عقدت في الخرطوم انتقادات عنيفة وصريحة إلى ما سماها "حملة إعلامية" في مصر في أعقاب قرار حكومة السودان حظر واردات غذائية وزراعية مصرية، وقال غندور إن هذه الحملات تجاوزت حدود النقد إلى الإساءة للشعب السوداني.
من جانبه، طلب شكري من الخرطوم مراجعة قراراتها التي اتخذتها على دفعات، خلال الأشهر الماضية، وتقضي بحظر واردات زراعية وغذائية من مصر باعتبار أنها "ليست بالضرورة تستند على معايير فنية واضحة".
وأعلن ترحيب المجلس الأعلى للصحافة في مصر بإبرام ميثاق الشرف الإعلامي ليبعد وسائل الإعلام في البلدين عن أي "إساءة".
وأبدى أمله في أن تسهم اجتماعات الدورة الثانية للجنة التشاور السياسي في "تطوير العلاقات الثنائية والمصالح العليا للبلدين".
وركزت المباحثات على القضايا الخلافية والمعلقة بين البلدين، ومن بينها سير تنفيذ اتفاق الحريات الأربع (الدخول والإقامة والعمل والتملك)، إلى جانب قرارات الحكومة السودانية حظر دخول الخضروات والفواكه المصرية.
وتأتي هذه المباحثات في ظل تصعيد بين البلدين بشأن مثلث حلايب المتنازع عليه بين البلدين، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره في حصتها من مياه نهر النيل.
وقال شكري إنه سلم رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره السوداني عمر البشير، تتضمن تأكيد الالتزام المصري بما وصفها بالعلاقات الوثيقة بين البلدين، وترتكز على العمل المشترك ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.
من جهته، أكد البشير أهمية العلاقة الإستراتيجية بين البلدين خاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة التي تفرض على الجانبين التكاتف والتعاون والتضامن لمواجهتها، مشددا على أن أمن مصر واستقرارها يعد أولوية للسودان.
المصدر : الجزيرة