وكالات-الرسالة نت
يبدو أن وعد باراك أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو ذهب أدراج الرياح، وأن المعوقات التي تفرضها أوساط المعارضة السياسية في الولايات المتحدة وأبرزها من جانب الكونغرس قد لا تمكن الإدارة من تحقيق الوعد بإغلاق المعتقل الذي لم يعد من أولوياتها في المدى المنظور.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إنه لا يبدو أن بإمكان أوباما الإيفاء بوعده المتعلق بإغلاق المعتقل قبل نهاية ولايته في العام 2013، في ظل المعوقات المتزايدة في الكونغرس التي لم تزل تحول دون تمكن الإدارة من نقل نزلاء غوانتانامو إلى سجون أخرى في ولاية إلينوي، وبالتالي عدم تحقق وعد الرئيس الأميركي بإغلاق المعتقل الذي كان متوقعا في يناير/كانون الثاني 2010.
واتهم رئيس اللجنة العسكرية في الكونغرس السيناتور الديمقراطي كارل ليفين إدارة أوباما "بالتقصير الذاتي"، وقال إنها لا تستخدم نفوذها في الدفاع عن موقفها في دعم خطة نقل السجناء إلى ولاية إلينوي الأميركية، وأضاف أن المشكلة تكمن في كون قضية إغلاق غوانتانامو ستبقى عالقة حتى بعد بدء الفترة الرئاسية القادمة.
وقال السيناتور الجمهوري لينسي غراهام الذي يعد أيضا من مؤيدي إغلاق المعتقل إنه "لا يبدو أن عملية الإغلاق ستتم في وقت قريب"، وأضاف أن بعض الجمهوريين في الكونغرس وعوامل أخرى مثل عجز الإدارة عن التخطيط واتخاذ القرارات تحول دون تحقق رؤية أوباما في إغلاق المعتقل.
الانتهاكات والتعذيب
ويصر البيت الأبيض على موقفه في ضرورة إغلاق غوانتانامو الذي تعده إدارة أوباما رمزا يذكر العالم الإسلامي بالانتهاكات التي جرت بحق السجناء والتعذيب الذي مورس ضدهم، إضافة إلى آراء بعض الخبراء العسكريين المتمثلة في كون استمرار وجود المعتقل من شأنه الإسهام في دعم "الإرهابيين".
وقال الناطق باسم البيت الأبيض بن لابوت إن "كبار قادتنا العسكريين أعلنوها بوضوح أن إغلاق معتقل غوانتانامو هو أمر ضروري للأمن القومي، وإن الرئيس لم يزل ملتزما بوعده في تحقيق ذلك الهدف".
في المقابل نسبت الصحيفة لبعض كبار المسؤولين قولهم بشكل سري إن إدارة أوباما قامت بما عليها لدرجة أنها حددت المكان الجديد الذي يمكن نقل السجناء إليه وهو في ولاية إلينوي، وسط اتهامات للكونغرس بكونه فشل في تنفيذ ذلك الحل النهائي لمعتقل غوانتانامو سيئ السمعة.
وبينما قال أحد كبار المسؤولين إن أوباما لا يملك العصا السحرية التي تمكنه من إغلاق المعتقل بلمح البصر، أشارت نيويورك تايمز إلى أن عاصفة المعارضة السياسية ضد إغلاق غوانتانامو ثارت في أعقاب محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية فوق ديترويت عشية عيد الميلاد ومحاولة تفجير السيارة المفخخة في ميدان تايمز بنيويوك.
المصدر-الجزيرة