يعدّ مشتل المزارع "عزّ الدين أبو سويرح" الواقع في منطقة السوارحة الغربية بقرية الزوايدة وسط قطاع غزة، من أشهر مشاتل الزهور التي يرتادها الزبائن من أنحاء القطاع بأكمله.
ويبدو مشتل "أبو سويرح" للزهور كجزيرة ورد وشاطئ ألوان تتفاجأ عند زيارتها أنك محاط بنصف مليون زهرة تفتحت منها آلاف زهور "البيتونيا والجربيرا والجازانيا" وأصناف أخرى.
** خبير زهور
يترقّب خيري الخطيب (43) سنة، وصول "عزّ الدين" مسليّاً الزبائن بفنجان قهوة والحديث عن توفر كافة طلباتهم مع وصولهم إلى منتصف موسم الزهور في إبريل.
وببطء ملكيّ ينفث "عز الدين" خبير الزهور دخان سيجارته فور وصوله تاركاً فوهة الحديث لمسئول العمال "خيري" الذي يعتمد عليه في إدارة المشتل وإنبات كثير من الأصناف.
يقول خيري للرسالة: "نحن في منتصف الموسم وحركة البيع ضعيفة ولم تمر من قبل بسبب أزمات الحياة، لكن زبائننا يقدرون الجمال ونحن نلازم المشتل من الصباح حتى المساء".
ويتكون طاقم العمال من ستة يتولّون مهمات الري والزراعة ونقل وزراعة البذور ويمتلك بعضهم خبرة تجهيز الحدائق المنزلية خارج نطاق المشتل.
بعد رفضه إجراء مقابلة صحفية، خارت قوى "عزّ الدين" عند حديث سابقه عن زهور "الجربيرا والبيتونيا والجازانيا وسلال الزهور" التي يعتزّ بتطويره أشكالها وإنتاجه الكثير منها.
وبدأت هواية أبو سويرح مع الزهور قبل (23) سنة، إذ كان وقتها يبيع من إنتاج بعض الزهور وينفق على دراسته حتى تطورت الهواية، وأسس مشتلاً لإنتاج الزهور.
ويضيف للرسالة:" كنت أنتج الزهور كهواية ثم أسست مشتل في 250 متر مربع وعلى 3 مراحل توسعت المساحة حتى أصبح دونم ونصف ولدي أنواع زهور يفوق عددها الآن نصف مليون زهرة".
ويعتزّ أبو سويرح بأنه أدخل أنواعاً من الزهور لم تصل غزة منذ (20) عاما أهمها (جربيرا) وهي صنف أمريكي وهولندي أنتجه في مشتله لأن (إسرائيل) ترفض إدخال بذوره لغزة.
ويرفض الاحتلال إدخال بذور كثير من أصناف الزهور لقطاع غزة حتى لا ينفرد بإنتاج أصناف شهيرة للتصدير.
ويشير "عزّ الدين" لأصناف من إنتاج مشتله، متابعاً حديثه:" قد يبيع الاحتلال بعض أنواع الأشتال لكن إدخال كثير من البذور ممنوعة حتى لا تنتج أصنافا مهمة، وفي آخر الموسم يدخل أصنافا اقتربت من التلف وانتهى موسمها".
جزيرة الورد
اقتادنا "عزّ الدين" لجولة استكشافية في مشتل الزهور، وقد خصص الجزء الشرقي منه لإنتاج زهور "الجربيرا" التي أزهرت بطريقة متفاوتة، وهي زهرة تشبه زهرة عبّاد الشمس يطول عنقها بشكل كبير.
ويضيف عز الدين أثناء مداعبته أوراق زهور "الجربيرا": "هذا صنف تنتجه أمريكا وهولندا، وقد نجحت في إنتاجه من سنوات"، وتابع " هي زهرة جميلة وفريدة".
وفي الجزء الغربي من مشتل أبو سويرح تطل زهور (البيتونيا) بقاماتها على شكل أسطر منتظمة يغلب عليها اللون الزهري والأحمر المتدرج وقد ظللتها مئات سلال الزهور المعلقة بأصناف كثيرة.
ويتابع:" لدي زبائن من محبي الزهور والهواة الذين يتفاخرون بسلال الزهور وخاصّة زهور البيتونيا وبإمكان الجميع الاحتفاظ بزهور في أحواض أو سلال في المنازل وفوق الأسطح والشرفات.
ومعظم زبائن أبو سويرح من السيدات، وقد أنشأ قبل أسابيع محطة تحلية مولت نصف تكلفتها مؤسسة أمريكية "لأن الزهور لا تعيش إلا بالماء العذب"، وفق قوله.
وتتراوح أسعار الزهور في المشتل من (1-50) شيكل من كافة الأصناف التي يتباين نمو الموسمي منها ودائم الإزهار طوال شهور السنة.