يبدو أن مساعي قطع رواتب "الأسرى والشهداء" بات مخططا أمريكيا-إسرائيليا متكاملا؛ يهدف لتصفية قضيتهم والنيل من مقاومتهم، في ظل المؤامرة على القضية الفلسطينية.
ومن الواضح أن فصول المؤامرة على قضية الشهداء والأسرى اكتملت بعد تكرار المطالب بوقف مخصصاتهم في الآونة الأخيرة ولا سيما بعد تحول هذا الطلب والضغط على السلطة الفلسطينية من إسرائيلي إلى أمريكي.
وكشفت مصادر صحفية إسرائيلية النقاب عن أن قضية دفع السلطة رواتب الأسرى وعائلات الشهداء على رأس جدول أعمال اللقاء المرتقب بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والأمريكي دونالد ترمب في واشنطن مطلع مايو المقبل.
ووفقًا لما أورده موقع "واللا" العبري نقلًا عن تلك المصادر، فقد ناقش مبعوث ترمب الخاص إلى المنطقة جيسون غرينبلات هذه القضية خلال لقائه الرئيس الفلسطيني في رام الله الشهر الماضي، محذرًا عباس من مواصلة دعم عائلات الأسرى والشهداء وأن "وقف الرواتب يعد شرطًا لاستئناف المفاوضات".
وكان رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اشترط أول أمس قطع السلطة الفلسطينية معاشات الأسرى والشهداء مقابل التقدم في العملية السلمية.
وأضاف نتنياهو في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن على السلطة إثبات التزامها بعملية السلام عبر قطع رواتب ومخصصات الأسرى وعائلات منفذي العمليات.
ويتوقع الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن تستجيب قيادة السلطة لهذا المطلب لا سيما وأنها استجابت لكل الضغوط السابقة بخصم رواتب موظفيها بغزة واحالتهم إلى التقاعد.
وأكد أبو شمالة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن السلطة لا تمتلك الجرأة برفض الضغوط الإسرائيلية، معتقدة بذلك أن هذا الأمر قد يساهم في دفع عملية التسوية السلمية المتعثرة بينها وبين الاحتلال.
وأوضح أن مطالبة أمريكا بهذا الطلب يدلل على أنها باتت تأتمر بأوامر إسرائيلية، مستدلا على ذلك بحديث ترمب لنتنياهو بأن يتفق مع الفلسطينيين على ما شاء، فالأول سيوافق على أي اتفاق.
وتساءل أبو شمالة قائلا " إذا كانت السلطة غير قادرة على الدفاع عن أبسط الحقوق للأسرى والشهداء فكيف ستدافع عن قضية القدس والدولة الفلسطينية؟".
وشدد على أن وقف مخصصات الأسرى والشهداء يعني أن هذا المقاوم ليس وطنيا وإنما مخرب وإرهابي، وهو ما تحاول (إسرائيل) تسويقه عالميا منذ سنوات للتنكر لحقوق الفلسطينيين.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي صالح النعامي أن ترامب يستنفر ويبادر لوضع قضية الأسرى على رأس جدول أعمال لقائه مع عباس في مايو القادم.
وقال النعامي على حسابه الشخصي على الفيس بوك أنه حسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن ترامب سيطلب من عباس أن توقف السلطة تماما تقديم الدعم للأسرى وعوائل الشهداء والجرحى في الضفة والقطاع، على اعتبار أن هذه خطوة تضمن خطة أوسع لمحاربة المقاومة.
وتابع النعامي " ليس هذا فحسب، بل تبين أن المبعوث الأمريكي جيسين غرينبلات ناقش الموضوع مع عباس قبل شهر ونصف وحثه خلاله على وجوب القيام بخطوات عملية في هذا المجال.
وتساءل "هل الإجراءات ضد موظفي غزة تأتي ضمن مخطط أوسع لمحاربة المقاومة سيشمل لاحقا الضفة الغربية، سيما عوائل الأسرى والشهداء والجرحى".
واعتبر ان ما كشفه الصهاينة يدل على الأهمية التاريخية للإضراب الذي أعلنه أسرى حركة فتح بقيادة المناضل الكبير مروان البرغوثي، مردفا "على ما يبدو أن هذا الإضراب لا يهدف فقط إلى مواجهة إجراءات السجان الصهيوني بل أيضا التصدي لإجراءات لا تقل بشاعة قد يدفع ترامب عباس للإقدام عليها ضد هؤلاء الأبطال".
وفي نهاية المطاف فإن المساعي لوقف مخصصات الأسرى والشهداء هو مخطط لن ينجح في تصفية قضيتهم أو الحد من مقاومة الاحتلال.