قالت مصادر محلية إن اشتباكات وقصفا متبادلا بين الجيش التركي ووحدات حماية الشعب الكردية دارت عبر الحدود بشمال سوريا، بينما أعلن الجيش التركي أنه رد على قصف انطلق من مواقع المليشيات، وذلك بعد غارات جوية على مواقع لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق وسوريا، ما أثار قلق التحالف الدولي وروسيا.
وقالت المصادر للجزيرة إن الاشتباكات والقصف المتبادل دارا في منطقة الدرباسية بمحافظة الحسكة شمالي سوريا، والتي تقابلها مدينة ماردين من الجانب التركي، كما دارت اشتباكات مماثلة في منطقة راجو قرب مدينة عفرين بريف حلب الغربي، والتي تقابلها ولاية هاتاي من الجانب التركي.
وقال الجيش التركي في بيان إن وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني أطلقت طلقات استفزازية من شمال سوريا نحو أربعة مخافر حدودية تركية في ولاية ماردين، مضيفا أن القوات المسلحة التركية ردت بالمثل على مناطق إطلاق النار وأنه لم يصب أي جندي بأذى.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أمنية تركية أن قذائف هاون أطلقت من منطقة الدرباسية بمحافظة الحسكة شمالي سوريا، وأنها تسببت بإصابة جنديين تركيين بجروح طفيفة.
وأعلن الجيش التركي اليوم أنه شن غارات جوية جديدة على أهداف لحزب العمال الكردستاني في منطقة الزاب بشمال العراق قرب الحدود التركية، ما تسبب بمقتل ستة مسلحين، وذلك بعد يوم من شن غارات مماثلة بمنطقة سنجار بالعراق وفي شمال شرق سوريا ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في العراق وسوريا غير مقبولة وخرقت المبادئ الأساسية للعلاقات بين الدول، مضيفة في بيان "ندعو كل الأطراف إلى ضبط النفس".
في الأثناء، قالت المتحدث باسم التحالف الدولي جون دوريان في مؤتمر صحفي ببغداد إن الغارات التركية جرت دون تنسيق ملائم مع التحالف أو مع حكومة العراق، مضيفا "نشعر بالقلق تجاه ذلك وندعو جميع القوات إلى التركيز على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعد التهديد الأكبر في المنطقة".
وتعليقا على التصريحات الأميركية، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك إن "تركيا العضو في حلف الناتو قصفت معسكرا إرهابيا زاره قائد عسكري أميركي، ثم يتبع ذلك تصريحات من واشنطن تعرب عن (قلقها)"، مضيفا "ما ينبغي أن نقلق بشأنه هو زيارة القائد الأميركي نفسها".