نددت وزارة الخارجية الروسية "بالأعمال العدوانية" ضد سوريا، بينما دعا الكرملين إلى احترام سيادة سوريا وتجنب الأعمال التي تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وذلك بعد استهداف غارة -يرجح أنها إسرائيلية- مستودعا للأسلحة يديره حزب الله اللبناني قرب مطار العاصمة دمشق، في حين ألمح وزير الاستخبارات الإسرائيلي ضمنا لمسؤولية تل أبيب بالقول إن القصف يتوافق مع سياستنا بمنع نقل أسلحة إلى حزب الله.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي عن الغارة "نعدّها غير مقبولة وتخالف مبادئ وأعراف القانون الدولي، وندعو جميع الأطراف للعمل في إطار احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا". دون أن تشير إلى مسؤولية إسرائيل عنها.
كما دعا الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "كل الدول إلى ممارسة ضبط النفس لتجنب تصاعد التوتر في منطقة مضطربة أساسا وندعو إلى احترام سيادة سوريا".
ولم يؤكد المتحدث الروسي مسؤولية تل أبيب عن الغارة على مطار دمشق، لكنه قال -ردا على سؤال من صحفي حول إذا كانت إسرائيل أبلغت موسكو باقتراب ضربة- إن موسكو وتل أبيب "تتبادلان معلومات عبر مختلف القنوات".
وأضاف أن "رئاستي أركان قواتنا تجريان حوارا متواصلا"، بينما التقى وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس الأربعاء في موسكو نظيره الروسي سيرغي شويغو.
في المقابل، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ليبرمان خلال زيارته لموسكو قوله "إن إسرائيل لن تعدل عن سياستها لمنع تمدد حزب الله وإيران في سوريا".
كما ألمح وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس ضمنا لمسؤولية تل أبيب عن الهجوم، رغم عدم إشارته بشكل مباشر إلى ذلك. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة التي يزورها حاليا إن "الحادث بسوريا يتماشى تماما مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله اللبناني عبر سوريا".
وأضاف "عندما تصلنا معلومات خطيرة حول مشروع لنقل أسلحة إلى حزب الله فسنتدخل"، مشيرا إلى أن هذا ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
في السياق، قال رون بين يشاي المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت إن إسرائيل تسعى لمنع إيران وحزب الله من إخضاع المضادات الأرضية الإسرائيلية وشل فعاليتها في أي مواجهة محتملة في المستقبل وذلك من خلال قصف التجمعات المدنية الإسرائيلية بعشرات الصواريخ المتطورة وفائقة الدقة في آن معا.
وكتب يشاي في مقال تحليلي له عقب الأنباء التي نُسبت لإسرائيل بشأن قصف مخازن للصواريخ قرب مطار دمشق فجر اليوم، أن هذه الإستراتيجية هي التي تدفع إسرائيل -كما يبدو- إلى استهداف مخازن الصواريخ في سوريا، التي يشتبه بأن النظام السوري وإيران يزودان حزب الله بها.
وأضاف المحلل الإسرائيلي أن إيران تعمل على تزويد حزب الله بصواريخ فائقة الدقة يمكن توجيهها عبر منظومة "جي بي أس"، قادرة على حمل رؤوس متفجرة كبيرة الحجم، وذلك في إطار السعي للمحافظة على قوة ردع حزب الله في مواجهة إسرائيل، لا سيما بعد أن استكملت الأخيرة بناء منظومات الدفاع الأرضية على كافة المستويات.
ولم تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن القصف، لكنها لم تنف أيضا التقارير عن مسؤوليتها عنه.
وسبق لسلاح الجو الإسرائيلي أن نفذ عدة غارات في الماضي ضد شاحنات قال إنها تحمل أسلحة إلى حزب الله اللبناني.
وسجلت أعنف غارة الشهر الماضي عندما استهدف الطيران الإسرائيلي أهدافا عدة وسط سوريا.
وقال جيش النظام السوري حينها إن الطيران استهدف قاعدة عسكرية قرب تدمر، وإن دفاعاته الجوية تصدت للطائرات، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي عن الضربة في تصريح نادر إنها استهدفت أسلحة "متطورة" كانت ستنقل إلى حزب الله.
الجزيرة نت