تجاهلت الولايات المتحدة قلق الصين من نشر منظومة الدفاع الصاروخي المتطور "ثاد" في كوريا الجنوبية ونشرت بعضها اليوم بعد وصول غواصة أميركية إلى هذا البلد، بينما ردت كوريا الشمالية باستعراض قوتها في مناورة ضخمة بالمدفعية.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن نشر بطارية من منظومة "ثاد" بدأ الليلة الماضية بنقل الأجزاء الرئيسية، ومنها ست منصات للإطلاق ورادار وصواريخ مضادة، في بلدة سيونغجو جنوب شرقي العاصمة سول. وقالت إن نقل هذه المعدات استغرق أربع ساعات ما عدا مولدات الطاقة التي يتوقع نقلها قريبا.
وأثناء نقل هذه الأجزاء، منعت الشرطة دخول سكان البلدة المحتجين على نشر المنظومة، حيث تمركز حوالي مئتي شخص أمام قاعة السكان في حي سوسونغ الواقع في مدخل ملعب الغولف. ونشرت الشرطة ثمانية آلاف من عناصرها لإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الملعب.
واتفقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على نشر "ثاد" ردا على تهديد كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ، لكن بكين عارضت الخطوة وقالت إنها لن تسهم بشيء يذكر في ردع بيونغ يانغ وستؤدي إلى زعزعة التوازن الأمني الإقليمي.
وتزامن نشر منظومة "ثاد" مع وصول الغواصة الأميركية "ميشيغان" إلى كوريا الجنوبية. وتحمل الغواصة أكثر من 150 صاروخ توماهوك وستين جنديا من العمليات الخاصة وعددا من الغواصات الصغيرة.
وستنضم الغواصة إلى المجموعة القتالية لحاملة الطائرات "كارل فينسون" التي أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإرسالها إلى قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية.
ويأتي وصول الغواصة ميشيغان بالتزامن مع توجه حاملة طائرات أميركية ومجموعتها القتالية صوب المياه الكورية، واجتماع مبعوثين كبار من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة في العاصمة اليابانية طوكيو.
وهددت بيونغ يانغ بإغراق حاملة الطائرات الأميركية "بضربة واحدة، والرد بلا رحمة" على أي تحرك عسكري أميركي، معتبرة أن ذلك سيعطي "مثالا عمليا" على إظهار قوة جيش كوريا الشمالية.
وأجرت كوريا الشمالية مناورة ضخمة بالذخيرة الحية أمس في ذكرى تأسيس قواتها المسلحة، كما نشرت عددا كبيرا من وحدات المدفعية البعيدة المدى في منطقة وونسان على الساحل الشرقي لإجراء تدريب بالذخيرة الحية.
وكانت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء قد ذكرت في وقت سابق أن المناورة ربما يشرف عليها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وأبدت وسائل الإعلام الكورية الشمالية تحديا في تعليقاتها بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس جيشها، وقالت إن جيشها مستعد "لوضع نهاية لتاريخ التآمر والابتزاز النووي الأميركي".
وقالت صحيفة رودونج سينمون الرسمية في مقال افتتاحي بالصفحة الأولى "ليس هناك حد للقوة الضاربة لجيش الشعب المسلح بمعدات عسكرية حديثة ومتطورة، بما في ذلك العديد من الأسلحة النووية الدقيقة والمصغرة والصواريخ البالستية التي تطلق من على غواصات".