دعا بابا الفاتيكان فرانشيسكو إلى رفض العنف ومواجهته في مستهل زيارة لمصر التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب. وتتم الزيارة وسط إجراءات أمن مشددة، بعد أقل من شهر على تفجيرين أوقعا عشرات القتلى بكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية، تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية.
ووصل البابا فرانشيسكو ظهر اليوم الجمعة إلى القاهرة قادما من روما في زيارة تستغرق يومين، وكان في استقباله في المطار رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، وقد انتقل بعد ذلك إلى قصر الاتحادية الرئاسي حيث عقد لقاء وُصف بالخاص مع الرئيس المصري.
ولاحقا توجه رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم إلى الجامع الأزهر حيث التقى شيخ الجامع أحمد الطيب. ويشمل برنامج زيارته المشاركة في قداس تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام" بمشاركة طوائف الكاثوليك الستة في مصر.
وقال البابا -في كلمة ألقاها اليوم خلال مؤتمر ينظمه الأزهر بعنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للسلام"- إنه يجب على كل القادة الدينيين التوحد في الدعوة إلى نبذ التطرف، كما دعا إلى وقف تدفق الأموال والأسلحة إلى مرتكبي العنف.
وقال إنه لا يمكن ارتكاب أي من أعمال العنف والثأر والكراهية باسم الله، داعيا مصر إلى إثبات اعتمادها مبدأ "الدين لله والوطن للجميع"، وإلى "الاحترام غير المشروط لحقوق الإنسان".
وقبل ذلك كان البابا فرانشيسكو قد قال على متن الطائرة التي أقلته إلى مصر، إن زيارته "رسالة وحدة وأخوة". وتعد زيارة البابا هذه لمصر الأولى منذ الزيارة التي قام بها البابا السابق يوحنا بولص الثاني عام 2000.
من جهته، دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى العمل على تنقية الأديان مما سماه المفاهيم المغلوطة، وقال إن الأزهر يعمل على تعزيز ثقافة التعايش والحوار بين معتنقي كل الديانات.
وقال الطيب في كلمته أمام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، إن العالم أصبح ممهدا الآن لإبراز دور الأديان في السلام.
وينظر إلى هذه الزيارة على أنها ستساعد في تحسين العلاقة بين الفاتيكان والأزهر التي شابتها توترات في السنوات العشر الأخيرة.
فقد قرر الأزهر في 2006 تجميد الحوار بين الطرفين بسبب تصريحات ربط فيها البابا السابق بنديكت الإسلام بالعنف، وقرر الأزهر تجميدا ثانيا في 2011 بعد تصريحات للبابا نفسه دعا فيها لحماية المسيحيين في مصر عقب تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وشهدت مسارات تنقل بابا لفاتيكان في القاهرة اليوم إجراءات أمنية مشددة بعد ثلاثة أسابيع من تفجيري طنطا والإسكندرية اللذين أوقعا 45 قتيلا.
ورافقت طائرات حربية مصرية طائرة البابا خلال دخولها المجال الجوي المصري، كما قامت مروحيات عسكرية بتمشيط الطرق والمناطق المجاورة لمطار القاهرة والطرق التي يمر فيها موكبه.
وانتشرت قوات في الشوارع، كما جرى تعزيز التدابير الأمنية في محيط كل الكنائس خشية استهدافها أثناء زيارة البابا. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مدرعات وآليات تمركزت قرب كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعاصمة المصرية.
وفي الوقت نفسه، أغلقت كل المنطقة المحيطة بسفارة الفاتيكان -التي سينزل فيها البابا- أمام حركة السير، وانتشر حولها عناصر من الشرطة والجيش.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الكاثوليك في العالم يقدر بنحو 1.3 مليار، وفي مصر توجد أقلية كاثوليكية صغيرة تقدر بنحو 270 ألفا.