نعم الإضراب عن الطعام في معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها الاسرى داخل سجون الاحتلال هي الوسيلة الاخيرة التي لجأ اليها الاسرى من أجل تحقيق كرامتهم وتحسين شروط اعتقالهم وهي معركة لجأ اليها الاسرى بعد كثير من الاجراءات التي حملت رسائل لإدارة السجون والتي واجهتها بصلف وغطرسة وإمعان في محاول الإذلال للأسرى هكذا يظن الاحتلال، هؤلاء الابطال كرامتهم لا تمس وهم يعلمون أن إجراءات الاحتلال ما هي الا أذى أما الكرامة فهي شامخة في نفوس الابطال لا يمكن للمحتل مهما فعل أن يمسها وسيبقى الاسرى في سجون الاحتلال رؤوسهم شامخة عالية لا تهتز أو تنكسر.
هذه المعركة المستمرة لليوم السادس عشر واعداد الاسرى المضربين في تزايد رغم كل الاجراءات والعقوبات التي تمارسها إدارة السجون ضد الاسرى المضربين عن الطعام من عزل او تنقلات أو منع زيارات فلن تفت في عضد الاسرى لأنهم عندما أعلنوا عزمهم على خوض الاضراب كان لديهم هدف ولن يتراجعوا حتى يحققوا الهدف الذي من أجله بدأوا في معركتهم ضد المحتل وهم داخل السجون.
المعركة التي يخوضها الأسرى ضد السجان لم تركوا فيها وحدهم بل انضم لهم قطاعات كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني حيثما وجد ولازالوا يتفاعلون مع إضرابهم بل وصل الحد إلى الاشتباك مع قوات الاحتلال في نقاط التماس في الضفة الغربية ما أدى الى سقوط جرحى واعتقالات، وهناك خيام نصبت في كثير من المدن الفلسطينية تضامنا مع الاسرى وتعزيزا لصمودهم في مواجهة إجراءات المحتل حتى عم الاضراب الضفة والقطاع الخميس الماضي استجابة لنداء لجنة الإضراب.
استمرار الاضراب عن الطعام واستمرار التضامن والمواجهة مع العدو في نقاط التماس في الضفة الغربية يجعل الاحتلال يعيش حالة قلق وخوف من تطور المواجهات والانزلاق نحو مواجهة شاملة وانتفاضة لا يعرف عواقبها، ثم أن الاحتلال يخشى أن يستشهد أحد الاسرى خاصة ان من المرضى من يشارك في الاضراب الامر الذي يشكل خطورة أكبر على قوات الاحتلال ويؤدي إلى خلط الاوراق وقد يؤدي إلى نتائج عكسية لا يقدر الاحتلال على تحملها.
الاحتلال وإدارة السجون لن تجد بدا من العمل على الاستجابة لمطالب الاسرى لأنها لا ترغب في أي مواجهة حامية الوطيس في الضفة الغربية والتي قد تحرف ما يخطط له الاحتلال.
انتصار الاسرى على السجان والاحتلال يحتاج إلى صبر ساعة وسيخضع الاحتلال لمطالب الاسرى وهذه الساعة لن تطول ولعل الاسرى دخلوا في مرحلتها الحاسمة والعدو ينتظر أن يستسلم الاسرى ولكنه واهم فهم آخر من يصرخ، وسيصرخ العدو ويستسلم ولكن الصبر فالنصر قادم أيها الاسرى الابطال، ومطالبكم سيحققها الاحتلال رغم أنف فلا تخشوا من ذلك؛ ولكن الصبر الصبر.