تُشهر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية سيفها، في وجه مقاومي الضفة، وتلاحق الأسرى المحررين منهم، خاصة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان، ورفيق دربه في معركة الأمعاء الخاوية محمد علان، وآخرين ممن أعلنوا تضامنهم مع إضراب "الحرية والكرامة" للأسرى في سجون الاحتلال.
وتكرر اعتداء الأجهزة الأمنية على القيادي عدنان، ومن معه من قادة المقاومة بالضفة، خلال الفترة الراهنة، خاصة خلال مشاركتهم في خيم الاعتصام الخاصة بالتضامن مع الأسرى المحررين في سجون الاحتلال.
وبدا واضحاً حجم التحريض الممنهج من أروقة الأجهزة الأمنية عبر الإعلام الإلكتروني على الأسرى المحررين، خلال السنوات الأخيرة، وما رافقه من إجراءات القمع والملاحقة المستمرة، والتي حاولت عبرها المساس بحياة الشيخ عدنان.
ويروي عدنان لـ "الرسالة" تفاصيل سلسلة الاعتداءات الأخيرة عليه، من أجهزة السلطة، خلال مشاركته في الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام، قائلاً "إن اعتداءات اجهزة السلطة عليه، جاءت بعد حملة تحريض ممنهج، من داخل أروقة، معروف من يديرها، والتي يقودها غالبيتها ضباط كبار في الأمن الفلسطيني، وبعض الجهات المتنفذة".
وأضاف عدنان، أن الأجهزة الأمنية استخدمت خيّم الاعتصام للاعتداء علينا، مشيراً إلى محاولتها منعه من دخول 3 خيّم للأسرى في الدهيشة وأبو ديس ونابلس، لافتاً في الوقت ذاته، إلى أن اثنين من الأمن الفلسطيني بلباس مدني اعتدوا علينا، لكنهم لم يحققوا ما أرادوا.
وبيّن عدنان أن السلطة تتبع أسلوبًا ممنهجًا ومدبرًا في استهداف كل مقاوم بالضفة، والتنغيص عليهم في مشاركتهم في خيم الاعتصام، من خلال منع بعض الرايات والأمور الأخرى الموجودة في الخيمة، معتبراً ذلك "أمراً خطيراً".
وأوضح أنها تستخدم الإضراب على أنه رافعة تنظيمية، أو لشطب ناشطين في الساحة الفلسطينية، مشدداً على أن هذه الإجراءات بمثابة "تخريب للإضراب وتعكير لأجواء الوحدة، لاسيما أن الأسرى مضربون من أجل قضية فلسطين وليس لتنظيم مُعين"، وفق قوله.
واستهجن القيادي في الجهاد الإسلامي، سياسة الإقامة الجبرية التي تفرضها الأجهزة الأمنية على المناضلين والمعتقلين الإداريين، مشيراً إلى أن الاحتلال هو الذي يمارسها فقط، مطالباً المؤسسات الفلسطينية بأن يكون لها دور في صد أجهزة السلطة عن هذه السياسة.
ويؤكد أن سياسات أمن السلطة دفعته إلى عدم قبول فرضية التعاون مع لجنة التحقيق في رام الله، معتبراً أن تلك اللجنة "إبر مخدر للشارع الفلسطيني".
ولم يختلف الحال كثيرًا عند الأسير المحرر محمد علان، الذي تعرض أيضاً للاعتداء من أجهزة السلطة خلال مشاركته بخيمة التضامن في نابلس برفقة الشيخ خضر عدنان.
ويروي علان في حديث سابق مع "الرسالة"، أن أشخاصًا محسوبين على جهات في السلطة كانوا بلباس مدني بدؤوا بتوجيه الشتائم ضد الشيخ وحاولوا الاعتداء عليه بالأيدي، مشيرًا إلى أن المواطنين دافعوا عن الشيخ خضر.
وأضاف الأسير علان: "أنهما اضطرا للانسحاب من الخيمة، إلا أن قوة أمنية من السلطة هاجمتهم أثناء خروجهم من الخيمة، واقتادتهم لمركز الشرطة".
وتابع:" توجهنا مع عدد من المواطنين لمركز الشرطة للمطالبة بإطلاق سراح الشيخ خضر، إلا أن قوة من أمن السلطة اعتقلته"، مؤكدا أن أمن السلطة شتموه وهو داخل السجن.
رسالة قوية
وإزاء استمرار الاعتداءات على قيادة الجهاد الإسلامي وخاصة الشيخ خضر عدنان، فقد أرسل القيادي في الحركة بغزة خالد البطش رسالة قوية اللهجة إلى كوادر حركة فتح بالضفة.
وقال البطش في رسالته لحركة فتح، إنه منذ خروج الشيخ خضر من السجن، لم تكف أجهزة الأمن عن ملاحقته والاحتكاك به، في مشهد بات مألوفاً لكل متابع على الساحة الفلسطينية.
وأضاف "لكن الغريب هو دخول بعض قطاعات وكوادر فتح على خط الأزمة، التي كنا في السابق ننسق معهم ونستعين بقادتها بالضفة لحل المشاكل التي يتعرض لها خضر عدنان وغيره مع الوقائي أو الشرطة مثلًا أو غيرها من الأجهزة ".
وأكد البطش، أن هذه الإجراءات تتطلب ضرورة إعادة النظر في هذه الاعتداءات على الشيخ خضر، متسائلاً "هل يُعقل أينما يذهب خضر عدنان لنصرة أسير أو زيارة محرر، بالضفة أن تسبقه التحذيرات من بعض كوادر فتح بعدم القدوم لهذا المخيم؟".
وطالب البطش، قادة فتح بالضفة، بإصدار توجيهاتهم لوقف هذه الممارسات من بعض كوادرهم بحق خضر عدنان، مؤكداً على ضرورة إصلاح العلاقات الوطنية في البداية، متسائلاً "هل نحن معنيون بأزمة بين الجهاد وفتح؟، في ظل مرحلة من التكالب والتآمر على القضية الفلسطينية".
ويمكن القول، إن الأيام المقبلة، ستثبت هل استجابت حركة فتح لهذه الرسالة، واندفعت للتراجع عن ممارستها بحق قيادة الجهاد الإسلامي بالضفة وخاصة الشيخ خضر عدنان، أم ستدير ظهرها وتواصل مسلسل اعتداءاتها.