تزامنًا مع استمرار إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لليوم الـ16، أمهلت كتائب القسام على لسان المتحدث العسكري باسمها أبو عبيدة، القيادة (الإسرائيلية) 24 ساعة للاستجابة لمطالب الأسرى، محذرةً من تجاهل مطالبهم العادلة والمشروعة.
وقال أبو عبيدة في تصريح متلفز مساء الثلاثاء، "إن القسام قرر بأن يدفع الاحتلال ثمن كل يوم تأخير في الاستجابة لمطالبهم، حيث ستقوم بتحديث القوائم المرتبطة بصفقة تبادل الأسرى، بزيادة ثلاثين أسيرا على القوائم مقابل كل يوم يتأخر فيه العدو عن تلبية مطالب الأسرى المشروعة والعادلة والإنسانية".
عدة رسائل
أراد القسام على لسان أبو عبيدة، أن يرسل عدة رسائل منها الواضحة وأخرى مبطنة، هكذا وصف المحلل السياسي حمزة أبو شنب كلمة القسام.
وأوضح أبو شنب في حديث لـ"الرسالة نت"، أن القسام حاول تعزيز حضور الجبهات الفلسطينية الموحدة في الضفة وغزة وقضية الأسرى المضربين واهميتها، ومواقف المقاومة الثابتة منها.
ورأى أن القسام أرسل رسالة للاحتلال مفادها أن ثمن تهميش مطالب الأسرى الفلسطينيين والذين يخضون إضرابا عن الطعام مرتفع، وكلما تأخر يوم أرتفع أكثر، مما سيجبر (إسرائيل) على الخضوع لمطالب الاسرى.
أما الرسائل المبطنة في خطاب أبو عبيدة، هي أن هناك حراكا أكثر جدية في ملف أسرى الاحتلال لدى القسام، وأنه سيرفع سقف مطالبه في حال لم يخضع الاحتلال لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام العادلة والمشروعة، حسب أقوال المحلل أبو شنب.
وأضاف :" لا شك أن أقوى رسائل القسام حينما دعا الفلسطينيين في الضفة للخروج ومواجهة الاحتلال"، مشيرا إلى أن القسام يمتلك الكثير من الأوراق تمكنه من الضغط على الإسرائيليين للموافقة على مطالب الأسرى أيضا.
لن يقبل بالمعادلة
أما المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، رأى أن كلمة القسام جاءت لتعزيز قضية الأسرى المضربين داخل المجتمع الفلسطيني، وتعزيز قضيتهم في أي مفاوضات قادمة.
وقال عطا الله في حديث لـ"الرسالة نت"، إن القسام أراد أن يقول نحن جزء من الإضراب عن الطعام، وأمام إسرائيل 24 ساعة للاستجابة للمطالبة العادلة.
وأوضح أن القسام أعطى دفعة معنوية للأسرى لمواصلة إضرابهم لكنه ترك أسئلة كبيرة، عن طبيعة المرحلة المقبلة؟.
واعتقد عطا الله أن السيناريوهات المقبلة ستكون في بدء الاحتلال الاسرائيلي بفتح حوار توافقي مع الأسرى للموافقة على مطالبهم، أو أن يتدخل القسام بشكل لا يتوقعه أحد لإجبار الاحتلال على الرضوخ لمطالب الأسرى العادلة.
وبين أن هناك قائمة سلمت للوسطاء بأسماء الأسرى الذين تريدهم حماس، وأصبحت لدى إسرائيل، لذلك سيجبر الاحتلال على الموافقة على مطالب القسام قبل أن يرتفع الثمن كثيرا.
بدوره، رأي المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن توقيت رسائل القسام قوية وضرورية كونها تساند الأسرى في إضرابهم عن الطعام.
وأوضح مرداوي في حديث لـ"الرسالة نت"، أن حديث القسام عن تحديث قوائم مطالبهم، هي رسالة للاحتلال بأن عدم الاستجابة لمطالب الأسرى لن يقبل، وستدفعون ثمن تهميشكم لمطالبهم.
وأشار إلى أن معادلة الاحتلال على الأسرى المضربين عن الطعام أصبحت غير مقبولة عند القسام، وأن (إسرائيل) ستدفع ثمن تهميشها لمطالب الأسرى، لافتا إلى أن القسام سيبذل كل جهده للإفراج عن أكبر قدر ممكن من الأسرى في سجون الاحتلال.
واعتقد مرداوي أن القسام سيتخذ إجراءات توازي تعنت الاحتلال في الموافقة على مطالب الاسرى، ستجبره على الرضوخ والخضوع لمطالبهم، مؤكدا أن القسام والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي لما يتعرض له الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وقال :"سيستخدم القسام كل أوراق الضغط على الاحتلال للتخفيف عن الأسرى المضربين، وإجبار الاحتلال الموافقة على مطالبهم".
وأضاف :"عندما يربط القسام بين غزة المحاصرة وقضية الأسرى والضفة، يؤكد على معاني الترابط وتمسكه في دفاعه عن القضية الفلسطينية، وتعزيز مساندة قضية الأسرى خاصة في ظل تدخلات السلطة والالتفاف على مطالبهم وافشال اضرابهم".