علق وفد المعارضة السورية المسلحة مشاركته في الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا بعد ساعات من انطلاقها، احتجاجا على استمرار القصف في سوريا.
وجاء تعليق وفد المعارضة برئاسة محمد علوش مشاركته بعدما قدم مذكرة للوفود المشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي بدأت صباح اليوم. وأضاف أن الوفد غادر الفندق الذي تعقد فيه اجتماعات بين الوفود المشاركة، وعاد إلى مقر إقامته في العاصمة الكزاخية.
والمذكرة التي وردت فيها عشر نقاط تضمنت ضرورة التزام النظام والقوى الداعمة له بالتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانسحاب قوات النظام من المناطق التي سيطرت عليها بعد سريان الاتفاق، ومن تلك المناطق وادي بردى والمعضمية والزبداني بريف دمشق، وحي الوعر في مدينة حمص.
كما جددت المذكرة المطالبة برحيل نظام بشار الأسد، ووصفت إيران بأنها جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل.
وأكد وفد الفصائل السورية المسلحة في المذكرة رفضه أن تكون إيران جهة راعية أو ضامنة، أو أن تشارك في أي حل يتعلق بحاضر سوريا ومستقبلها. كما أكد على ضرورة سحب المليشيات الموالية لها من سوريا.
وشدد بندان آخران على ضرورة إطلاق المعتقلين وفق جدول زمني، وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة. وقال مراسل الجزيرة إن المطالب التي وردت في المذكرة من شأنها أن تجعل المفاوضات أكثر صعوبة.
وبالإضافة إلى وفد الفصائل، يشارك في الجولة الرابعة بأستانا وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، ووفود من الدول الثلاث الراعية للمفاوضات (روسيا وتركيا وإيران)، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، إلى جانب وفود من الولايات المتحدة والأردن والأمم المتحدة بصفة مراقبين.
ويناقش المشاركون في هذه الجولة مقترحا تقدمت به روسيا مؤخرا، ويقضي بإنشاء مناطق آمنة في محافظة إدلب، وريف حمص الشمالي، والغوطة الشرقية بريف دمشق، وجنوب سوريا، حيث يدور القتال أساسا في درعا.
وقال مراسل الجزيرة إن واشنطن ممثلة في هذه الجولة بنائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بعدما كانت ممثلة في الجولات الثلاث السابقة بسفيرها لدى كزاخستان. وأضاف أن اجتماعات ثنائية تعقد اليوم بين مختلف الوفود، على أن يتقرر في ضوئها هل ستعقد غدا الخميس جلسة عامة أم لا
وقبل تعليق مشاركته في المفاوضات كان وفد الفصائل السورية يعتزم لقاء كل الوفود باستثناء وفدي إيران والنظام السوري، في حين يلتقي الأخير وفدي روسيا وإيران ودي ميستورا. أما الوفد الأميركي فالتقى وفد الفصائل السورية، ويعتزم الاجتماع بمختلف الأطراف.
وأشار المراسل إلى أن مشاركة نائب وزير الخارجية الأميركي والمبعوث الدولي إلى سوريا يعكس اهتماما دوليا بهذه المفاوضات التي تعقد في ظل تصعيد عسكري بعدة مناطق في سوريا.
وكانت مصادر في وفد فصائل المعارضة المسلحة قال للجزيرة إن لديها الكثير من التحفظات بخصوص الورقة الروسية، دون أن توضح ماهية هذه التحفظات. كما أن وفد الفصائل طالب مؤخرا بوقف القصف حتى يمكنه المشاركة في جولة "أستانا-4".
وكان وفد فصائل المعارضة قاطع الجولة الثالثة التي عقدت منتصف مارس/آذار الماضي، وبرر ذلك باستمرار خرق النظام اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري منذ 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنه لم يُطبق في على أرض الواقع.