حظر الطيران فوق مناطق خفض التصعيد في سوريا هو ما قد يزيد من تعقيد الأزمة المتفاقمة أصلا، ويتسبب بتطاير شرر الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات في كل الاتجاهات، وذلك لأن روسيا تفرض هذا الحظر حتى على طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، الأمر الذي لا يروق للأميركيين.
هذه هي الزاوية التي تناولتها صحف أميركية بشأن آخر تطورات الأزمة السورية، وخاصة في أعقاب المفاوضات التي قادت إلى اتفاق خفض التصعيد كما حددته مذكرة التفاهم التي وقعتها روسيا وتركيا وإيران في أستانا عاصمة كزاخستان قبل أيام.
فقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن روسيا تقول إنه محظور على الطائرات الأميركية التحليق في المناطق المعنية باتفاق خفض التصعيد، ولكن الولايات المتحدة ترفض هذا الطرح بشدة.
وما أن أطلق دبلوماسي روسي العنان لهذا الحظر حتى ظهر ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لاحقا ليقول إن هذا الاتفاق الذي لم توقع عليه بلاده لا يجب أن يمنع أي جهة من ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا في أنحاء سوريا.
الخطوة الروسية
واستدركت الصحيفة بالقول ولكن أميركا ليست هي الدولة الوحيدة التي تعارض هذه الخطوة الروسية، بل إن كثيرا من فصائل المعارضة السورية المناوئة لرئيس النظام السوري بشار الأسد هي أيضا لم تقبل ببعض بواطن هذا الاتفاق.
كما أن التصريحات الروسية قد تعبر عن سعي موسكو لتقييد الضربات الأميركية المحتملة ضد نظام الأسد، وذلك كالتي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ردا على استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية الشهر الماضي.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الرفض الأميركي يأتي في ظل استمرار التحالف الدولي بملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء سوريا، وتساءلت عن الدور الذي قد يضطلع به الطيران الروسي لأجل تطبيق هذا الحظر على طيران الآخرين في المناطق المعنية بخفض التصعيد.
كما أن صحيفة واشنطن بوست تساءلت عن هذه الخطوة الروسية وعن ما تعنيه بالنسبة للحرب في سوريا، وخاصة بالنسبة لأطراف الصراع والأطراف الدولية والإقليمية الأخرى المتورطة فيها، بل وعن مقاصد روسيا من ورائها وعن مدى فهم الولايات المتحدة لها.