قائمة الموقع

بيع الذرة على الطُرقات.. رزق موسمي للأسر المستورة

2017-05-09T05:22:12+03:00
مواطن يبيع الذرة على أحد مفترقات غزة
غزة- محمد عطا الله

مع بداية فصل الصيف تشهد مفترقات قطاع غزة انتشارا واسعا لبسطات بيع الذرة، التي يعتبرها بعض الشبان وخاصة الخريجون منهم، ملاذا لجلب قوت يومهم في ظل ما يعانيه القطاع من حصار مُطبق وندرة فرص العمل.

ويتخذ الشاب جمال أبو شملة (30 عاما) من قارعة الطريق على أحد المفترقات شمال غزة متكأ له، ومستظلا ببعض الأقمشة البالية التي وضعها فوق معرشه الخشبي؛ كي يقيه حر الشمس نهارا ومن الرياح الباردة ليلا، وهو يقدم الذرة المسلوقة والمشوية لزبائنه.

ينتظر أبو شملة نهاية شهر أبريل من كل عام ليبدأ رحلة رزقه الموسمي في بيع أكواز الذرة الطازجة؛ هربا لأشهر قليلة من مهنته الشاقة "الطوبار" التي تسبب له مشاكل ومضاعفات صحية، وفق قوله لـ"الرسالة نت".

لم يجد الشاب ذو البشرة القمحية بدا سوى الهروب من شبح البطالة والأوضاع الاقتصادية الصعبة نحو العمل في مهنة "الطوبار" وبيع الذرة؛ طمعا في توفير مصروف أبنائه الثلاثة.

ومنذ ساعات الصباح حتى حلول المساء يجنى أبو شملة ما بين 20-30 شيكلا، وهو بالكاد يكفي لاحتياجات ومستلزمات أسرته "لكن بيع الذرة الذي يوازي دخلها ما تدره عليه مهنة الطوبار تبقى أفضل من الأخيرة كونها تريح جسده المنهك"، على حد وصفه.

                                                                       موسم الذرة

ولا يختلف الحال كثيرا لدى الشاب الخريج مهند مسلم الذي اتخذ هو الآخر من بيع الذرة موسم رزق له يسد من خلالها رمق عائلته المكونة من 9 أفراد، بعد أن أقعد المرض والده عن العمل، كما روى لـ"الرسالة نت".

ويضيف العشريني مسلم، وهو يقلب أكواز الذرة الصفراء داخل وعائه " قلة فرص العمل ووضعي المادي الصعب يجبرني على العمل في أي مهنة لأجل مصروف البيت، فأنتظر بشغف موسم الذرة لبيعها لزبائني".

ويلجأ الشاب مسلم إلى إشعال موقده بالكرتون والأخشاب وذلك لتجاوز أزمة نقص غاز الطهي وتجنبا من التكاليف، في ظل تواضع ما يجنيه من بيع الذرة، بحسب تعبيره.

ويضيف "تستهوي رائحة الذرة المسلوقة والمشوية جميع المارة الذين يبادرون بشرائها لهم ولأطفالهم، خاصة أنها رخيصة الثمن".

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أعلن قبل أيام أن نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية بغت 27% بما يزيد عن 338 ألف عاطل عن العمل خلال الربع الثاني من العام 2016، كما أن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 41.7% مقابل 18.3% في الضفة الغربية.

ويعاني قطاع غزة من مشاكل اقتصادية جمة بسبب الاحتلال والحصار المفروض على القطاع منذ عشر سنوات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مشكلتي الفقر والبطالة لتصل إلى مستوى غير مسبوق.

اخبار ذات صلة