قائمة الموقع

الطفل "محمود" .. حطم قيد إعاقته ورسم جرح شعبه

2010-06-28T09:09:00+03:00

الرسالة نت – أحمد الشياح

لطالما سمعنا أن الظروف الصعبة تخلق المعجزات، وان الله يعطى ويعوض من أبتلاه بشئ أفضل منه أذا صبر واحتسب، هكذا كان حال الطفل محمود المقيد ابن الخمسة عشر ربيعا، والذي ابتلاه بالإعاقة، فمنحه ريشة تبدع في رسم ما يعانيه الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الكيان الصهيوني حصار قطاع غزة وتهويد المقدسات الإسلامية وطرد نواب الشرعية من القدس.

منزل "محمود" لم يكن يوحي بأنه فنان مبدع، فجدرانه متهتكة معتمة ومكتبه جمع من أخشاب بسيطة لتساعده على الاستمرار في الرسم حيث كان يجلس ويرسم لا يبالي لما يدور حوله سوى ببعض الأوراق والألوان وأقلام الحبر الخاصة به، ولنتعرف على تفاصيل حياته أكثر قامت " الرسالة " بزيارة بيته الواقع في معسكر جباليا شمال القطاع.

بلغة الإشارة

محمود صاحب الاعاقة المزدوجة ما بين الصم والبكم والعمى الجزئي لم يتسنى له الحديث والتحاور معانا الا باشارات التى اعتاد استخدامها للتواصل مع  الجميع، وهذا ما دفعنا لنستعين بوالدته لتكون مترجماً لتلك الإشارات، فابتدأ حديثه بالقول: رغم أنني أصم وأبكم وأعاني من عمى جزئي حيث فقدت احدى عيناي، واعاني من ضعف نظر في العين الاخرى إلا أنني أحاول تحدي الإعاقة بكل ما املك"، مشيراً إلى أن أسرته كانت دائماً تشجعه وتحاول 

تنبيهه للأخطاء التى يقع فيها ، مرجعاً فضل نجاحه  وتقدمه لأمه وعائلته

وحول موهبته واكتشافها قال محمود "بدأت الفن التشكيلي في طفولتي حيث كنت ارسم الرسومات الكرتونية"، مضيفاً: مدرستي لم تكن تصدق أنها رسوماتي معتقدة أنني استعين "بالكربون" في الرسم الى ان رأتني ارسم إمامهم.

تجسيدا لتاريخ الأجداد

لوحاته والتي ملأت أركان المكان كانت تحمل بين خطوطها والوانها تجسديا لواقع فلسطيني لا يغيب عن ذهن ونظر احد، حيث يرجع بفكره إلى تاريخ الأجداد وذكرياتهم بلوحات فنية تجسد الحياة البدائية للفلسطينيين مقارنة بالواقع الحالي مرورا بالنكبة الفلسطينية ومراحلها، وتهويد القدس ولم ينسى الحقول والمباني الجملية لفلسطين ليبرز جمال الأرض رغم المعاناة والاحتلال .

وفيما يتعلق بمشاركته الفنية قال محمود : حصلت على جائزة فلسطين للإبداع والتميز،و حصلت على أفضل لوحة مرسومة في معرض للجامعة الاسلامية ووزارة الثقافة،  الى جانب ذلك أشارك في مسابقات الرسم الحر في مدرسة أطفالنا للصم والبكم ومنحت جوائز قيمة .

وحول المعيقات التي تقف في طريقه، يقول : " أعانى من نقص بالمواد والمعدات التي يمكن أن تتوفر لأي رسام ، كما أن بيتنا المتواضع لا يهيئ لي مكان للرسم فيه حتى أنني لا أجد مكان أضع فيه رسوماتي الفنية ، بالإضافة إلى أنني احتاج لعملية جراحية خارجية بسبب ضعف نصري، ولكن الوضع المادي حرمني من هذه الفرصة على حد تعبيره.

وأهدى الطفل الرسام كل لوحاته التي رسمها  إلى للشعب الفلسطيني وللأسرى والشهداء، عاقداً العزم على الاستمرار في تحقيق مزيدا من النجاحات حتى يبرهن للعالم أن الفلسطينيين قادرون على الإنجاز وسط الصعوبات والحصار المشدد عليهم.

و في نهاية الحديث غادرت " الرسالة " منزل محمود تحمل أحلامه البسيطة لعل هناك من يطرق أبواب منزله ليحققها له ليتقن ويمارس موهبته رغم الظروف التي يعاني منها والتي تحول بينه وبين تحقيق أحلامه الفنية .

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة