أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي من منصبه، قائلا إنه لم يعد قادرا على إدارة المكتب بفاعلية، في خطوة مفاجئة سارع الديمقراطيون إلى التنديد بها، ووصفوها بالصادمة.
وقال ترامب في رسالة إلى كومي نشرها البيت الأبيض "من الضروري أن نجد زعامة جديدة لمكتب التحقيقات الاتحادي تستعيد الثقة العامة في مهمتها الحيوية لإنفاذ القانون".
وأبلغ ترامب كومي في الرسالة أنه قبل توصية وزير العدل جيف سيشنز بأنه لم يعد يمثل قيادة فعالة. وكانت فترة كومي ستستمر حتى سبتمبر/أيلول 2023.
وندد زعماء الحزب الديمقراطي بالكونغرس بإقالة كومي، وقالوا إنها تثير أسئلة عديدة بشأن علاقة حملة ترامب الانتخابية بالمصالح الروسية.
خطأ فادح
ورأى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ شاك شومر أن إقالة كومي خطأ فادح، مشيراً إلى أنه حذر ترامب من هذه الخطوة عندما اتصل به لإعلامه بقرار الإقالة.
ودعا شومر خلال مؤتمر صحافي في الكابيتول إلى تعيين قاضٍ مستقل كي يتسلّم التحقيق حول وجود تنسيق محتمل بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية عام 2016، وهو تحقيق يُجريه حالياً مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وبيّن أنه في حال عدم تعيين قاض مستقل، فإنه يحق "للأميركيين التشكيك في أن قرار إقالة كومي هو محاولة لخنق القضية".
أما عضو مجلس الشيوخ باتريك ليهي فرأى أن الأمر شبيه "بالنيكسونية"، في إشارة إلى الرئيس الأسبق ريشارد نيكسون الذي أقيل 1973 القاضي المستقل أرشيبالد كوكس الذي كان يحقق في فضيحة ووترغيت.
ورأى مارك وورنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن إقالة كومي "صادمة"، مشيرا إلى أن ترمب أقدم منذ توليه منصبه على إقالة وزيرة العدل بالوكالة وجميع المدعين الاتحاديين تقريبا والآن مدير "أف بي آي.
كما أبدى عدد من الجمهوريين أيضاً قلقهم، وعبّر السيناتور جون ماكين عن "خيبة أمله"، مكرراً دعوته إلى إنشاء لجنة تحقيق برلمانية خاصّة.
وكان كومي مقرّباً من الجمهوريين، لكنّ الرئيس السابق الديموقراطي باراك أوباما هو من عيّنه في منصبه.
يذكر أن كومي كان يدير سلسلة التحقيقات الجارية على عدة مستويات في علاقة ترامب ومساعديه بالسفير الروسي لدى واشنطن.
ورفض ترامب الاتهام الموجّه إلى روسيا بأنها أقدمت على قرصنة الحزب الديموقراطي لتعزيز فرصه في الوصول إلى البيت الأبيض.
الجزيرة