نشرت صحيفة تلغراف افتتاحية ومقالا عن الهجوم الإلكتروني واسع النطاق لطلب الفدية أمس الأول، وقالت في الافتتاحية إن الوظيفة الأولى لأي حكومة هي حماية أرواح مواطنيها وحرياتهم وممتلكاتهم، وذكر المقال أن الغباء والاسترخاء والانفتاح أسباب في نجاح هجمات القراصنة على الأهداف التي يحددونها.
وأوضحت الافتتاحية أن طبيعة التهديد للنظام العام تتغير بمرور الزمن، لكن الواجب الأساسي لا يتغيّر أبدا، مضيفة أن نجاح الهجوم على المرافق الصحية العامة في بريطانيا الجمعة هو اتهام لدولة لا تؤدي وظيفتها بشكل صحيح.
وقالت إن لدى بريطانيا مشكلة جرائم إلكترونية وعلى الحكومة القادمة أن تجعل من معالجة هذه المشكلة أولوية قصوى. وأضافت أنه وبعد انخفاض الجرائم بشكل عام خلال العقود الماضية، عادت الجرائم الرئيسية إلى الارتفاع مرة أخرى، مشيرة إلى جرائم استخدام الأسلحة النارية والسكاكين، وكذلك ارتفعت الجرائم الإلكترونية.
وأوردت أن بريطانيا شهدت زيادة سنوية بنسبة 55% في قيمة المبالغ التي جرى الاستيلاء عليها بالتزوير لتصل إلى 1.1 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، حيث هاجم مجرمو الإنترنت واحدة من بين كل خمس شركات بريطانية.
وذكر مقال كتبه روبرت كولفايل بالصحيفة أن السلاح الأول لـ قراصنة الإنترنت هو غباء الناس، مشيرا إلى أن المرافق الصحية العامة ببريطانيا تستخدم نظام تشغيل "ويندوز أكس بي" الذي أُعلن خروجه عن العمل في أبريل/نيسان 2014 ولذلك لا يمكن حمايته أصلا.
وأضاف كولفايل أن مجرمي الإنترنت مجهولي الهوية ينشئون شبكات تتزايد كل يوم، وعلى من يكافحهم أن يتعامل مع الحكومات المارقة ومع الحكومات الصديقة التي تترك أسلحتها الإلكترونية تسقط في الأيادي الخطأ، ومع النظم التي تقادم عليها الزمن بشكل مخيف.
وأشار الكاتب إلى أنه في بريطانيا والولايات المتحدة تعود كثير من الشفرات والأدوات التي تعمل بها آلات النقود والتحكم في الحركة الجوية وحتى الأسلحة النووية إلى السبعينيات.
وقال أيضا إنه وفوق كل ذلك، على الجميع التعامل مع حقيقة أن الإنترنت والشبكات الأخرى التي صُممت لتكون مفتوحة حتى تستطيع الحواسيب التحدث إلى بعضها البعض، فإن هذه الحواسيب ليست هي وحدها التي تتعرض للخطر، بل هناك أيضا الثلاجات والتلفزيونات وحتى مصابيح الإضاءة الكهربائية.
واختتم مقاله بالقول إن مهمة الحماية الإلكترونية هي مهمة مستحيلة، لكن يجب على جميع الدول زيادة نفقاتها كثيرا على الأمن الإلكتروني، رغم أنه لا يوجد نظام كامل الكفاءة، وعلى الجميع ألا يأملوا بأكثر من "تصعيب" مهمة الهاكرز إلى الدرجة التي تدفعهم إلى البحث عن جهات أسهل، وأن يتعلم الجميع ألا ينقروا على البريد الإلكتروني الخطأ.