في حوار مع رئيس مركز العودة الفلسطيني

​الزير: نعمل على بلورة الهوية الفلسطينية للأجيال الجديدة لتعميق الانتماء

ماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني
ماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني

حاورته- مها شهوان

قال ماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني، بأن أعوام النكبة الـ 69 مرت على فلسطين وكأنها وقعت بالأمس، مرجعا ذلك إلى مواصلة الفلسطينيين بالمطالبة بحق العودة أمام المحافل الدولية وكأنه يعيش بداية فصول النكبة، مما يعني أن استحقاقات ما حدث من مأساة لاتزال حاضرة في الأجندة الفلسطينية وما يتبعها من سياسات على أرض الواقع.

وأكد على أن الشعب الفلسطيني طيلة سنوات لجوئه أبدع في منفاه سواء في المنطقة العربية أو في القارات البعيدة عبر استحضار فلسطين في الرزنامة الوطنية على امتداد السنة، وذلك عبر أنشطة وفعاليات سياسة وثقافية وتسليط الضوء عليها عبر وسائل الاعلام.

وأوضح خلال حديثه عبر الهاتف "للرسالة" أن فلسطينيي الخارج يخصصون لذكرى النكبة فعاليات في جميع الدول الأوروبية التي تسمح بذلك، مشيرا إلى أنهم تمكنوا من ادخال مصطلح النكبة في قواميس العالم ليتعرفوا عن نكبة الفلسطينيين وتشريدهم أكثر، وذلك يعد انجازا.

مؤتمر فلسطينيي الخارج يجمع الطاقات ويستثمر الفرص لانتزاع الحقوق المشروعة

وعن الوسائل التي يعتمد عليها فلسطينيو الخارج لإحياء ذكرى النكبة، ذكر الزير، أنها متنوعة وحسب الجغرافيا التي يعيش عليها الفلسطيني، فمثلا في أوروبا يسمح بإقامة المنتديات والندوات الثقافية، ما يحقق أهدافا استراتيجية مهمة أبرزها بلورة الهوية الفلسطينية للأجيال الجديدة تعميق الشعور لديهم للانتماء الوطني.

الحقوق المسلوبة

ووفق رئيس مركز العودة في لندن، فإنه في ذكرى النكبة الـ 69 يصادف هذا العام ثلاث فعاليات، يعمل فلسطينيو أوروبا على دعمها وهي " ذكرى أسطول الحرية، واضراب الكرامة، وخمسينية نكسة 67 وضياع الضفة بما فيها القدس الشرقية"، موضحا أن الفعاليات في أوروبا رفعت العناوين الأربعة واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بعدة لغات لإيصال الهم الفلسطيني.

وعن دور مؤتمر فلسطينيي الخارج الذي يرأسه أيضا، في دعم حق عودة اللاجئين إلى وطنهم، يقول الزير:" أهم دور سيكون عبارة عن مأسسة الحراك الفلسطيني وربط مجاميع الشعب في هياكل تقدر العمل الفلسطيني الشعبي وتجعله نافذة لجمع الطاقات واستثمار الفرص بالضغط على صانعي القرار لانتزاع الحقوق المشروعة".

ويشير إلى أن تجربة 15 عاما من مؤتمرات فلسطينيي أوروبا عملت على تطوير الأداء الفلسطيني في القارة الأوروبية، وجعلته حاضنة للمجتمع الفلسطيني، كما وأفرزت مؤسسات متخصصة تعنى بالعناوين الفلسطينية الكبيرة كالقدس والحصار والمخيمات، مبينا أن الحضور المتقدم في مختلف الفعاليات هو استحقاق لابد منه، كونه جاء في الوقت الذي لابد منه لاسترجاع الحقوق.

وفيما يتعلق بملاحقة الاحتلال لفلسطيني الخارج، لاسيما خلال جولاتهم السياسية والتثقيفية، يقول الزير:" يلعب الفلسطينيون في الخارج دورا وطنيا في الضغط على الاحتلال الاسرائيلي كي لا يتحرك في مساحة تجعل من العمل الوطني إرهابا أمام المحافل الدولية"، متابعا: نعمل على إسناد شعبنا في الداخل من خلال تقديم الدعم السياسي والقانوني والانساني واللوجستي وذلك لا يروق للاحتلال ويحاول محاصرتنا.

التفاعل الشعبي في الداخل والخارج دليل اقتراب العودة إلى القري المهجرة

ويضيف:" رغم مضايقات الاحتلال إلا أن فلسطينيي الخارج تمكنوا من استقدام وفود أوروبية عبر قوافل كسر الحصار إلى قطاع غزة وذلك لمناصرته، عدا عن إقامة المزيد من الفعاليات التي تتحدث عن حقوق الفلسطيني المسلوبة".

وأكد الزير، على أن جميع محاولات الاحتلال الاسرائيلي في ملاحقته لفلسطيني الخارج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل المتاحة باءت بالفشل، رغم سعيهم الدؤوب لإظهار المؤسسات الفلسطينية أنها "ارهابية".

التفاعل الشعبي

ووفق حديثه، فإن مركز العودة الفلسطيني، تمكن من الوصول إلى المنصات الدولية وانتزع الاعتراف في الأمم المتحدة للحديث عن حق اللاجئ الفلسطيني.

وفيما يختص بوعد بلفور والدور الذي لعبه مؤخرا فلسطينيو الخارج في الذكرى المئوية لإعلانه ورفض بريطانيا الاعتذار عنه، تحدث الزير، أنهم جمعوا تواقيع وعريضة أثارت بلبلة في الأوساط البريطانية دفعت ولي العهد تشارلز إلى عدم زيارة "إسرائيل" كما اعتاد كل عام.

ويشير إلى أن الأهم في ذكرى وعد بلفور أنها لا تمر مرور الكرام، فالحق الفلسطيني لابد أن يصدح في كل مناسبة، موضحا أن في ذلك إشارة محمودة بعدم التراجع عن حق العودة الذي لايزال حاضرا لدى الفلسطينيين في الداخل والخارج.

وفي سؤال حول امكانية العودة قريبا، لاسيما في ظل المتغيرات السياسية، يجيب الزير الذي ينتمي لقرية التعامرة:" عودة اللاجئين إلى ديارهم قضية حتمية لاشك فيها (..) كثير من المعطيات السياسية تشير إلى أن ذلك حتميا وسيتحقق بشكل تدريجي قريبا".

وتابع:" الفلسطينيون يعيشون متجذرين في فلسطين التاريخية وهذه اشارة تدل على تمسكهم في حق العودة، لاسيما وأن الحراك في الداخل والخارج قائم بالإضافة للمقاومة".

وختم حديثه:" التفاعل الشعبي في الداخل والخارج يؤكد أن حدث النكبة كأنه في الأمس القريب، لافتا إلى أنهم رفعوا قبل 15 عاما شعار "للعودة أقرب" والذي أحدث تفاعلا شعبيا ودوليا كبيرا.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من حوار

البث المباشر