كشف اللواء توفيق أبو نعيم القائد العام لقوى الأمن الداخلي في غزة، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت 45 متخابرا مع الاحتلال الإسرائيلي في عملية أمنية واسعة؛ لكشف ملابسات جريمة اغتيال الشهيد القسامي مازن فقها.
وقال اللواء أبو نعيم، خلال مؤتمر صحافي لوزارة الداخلية، الثلاثاء، إن العملاء الذين تم اعتقالهم شاركوا في عدد من الاغتيالات لعناصر المقاومة وقادتها.
وأكد أن التحقيقات كشفت أن أجهزة أمن الاحتلال هي من خطط لجريمة اغتيال فقها، ونفذتها من بدايتها حتى نهايتها، وأن المتخابرين اعترفوا بتلقيهم تعليمات مباشرة من الاحتلال بالتنفيذ.
وذكر أن الأجهزة الأمنية باشرت منذ اللحظة الأولى للجريمة، عملية أمنية واسعة النطاق تحت اسم "فك الشيفرة"، تخللت إجراءات، منها إغلاق الحدود البرية والبحرية، ونشر الحواجز، وإجراءات أخرى أثمرت بتوجيه "ضربة أمنية" لأجهزة مخابرات الاحتلال.
وأشار إلى أن التحقيقات أوصلت الأجهزة الأمنية إلى اعتقال المنفّذ المباشر للجريمة، "الذي اعترف بارتباطه بأجهزة مخابرات الاحتلال"، واعتقال اثنين آخرين من العملاء "اعترفا بدور أساسي في عملية الاغتيال، من خلال الرصد والمتابعة والتصوير لمسرح الجريمة".
وكشف أبو نعيم عن أن التخطيط لجريمة الاغتيال استمر لما يزيد عن 8 أشهر، وأن العملاء الثلاثة المشاركين في الجريمة متورطون في جرائم أخرى أدت إلى استشهاد مقاومين، وقصف كثير من المباني والمقرات الحكومية والمدنية.
وأضاف أنه ظهر من خلال التحقيقات، أن الاحتلال استخدم عملاء على الأرض مدعومين من طائرات استطلاع في الجو، وبمتابعة مباشرة من ضباط إسرائيليين، مبينا أن الاحتلال حاول التنصل من مسؤولية الاغتيال، من خلال اختياره العميل القاتل بدقة متناهية، وقد اسقطت التحقيقات واعترافات العملاء هذه المحاولة الفاشلة".
وأكد القائد العام لقوى الأمن الداخلي في غزة أن الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن جريمة فقها، معتبرا في الوقت نفسه، أن "عملية الاغتيال علامة فارقة في منظومة العمل الأمني بغزة، وأنها بداية لمرحلة جديدة عنوانها (الحسم والمبادرة)".
وشدد على أن العملية الامنية "فك الشيفرة"، لا تزال متواصلة ضمن سياسة تعميق الجهد؛ لاجتثات عملاء الاحتلال، وحماية الجبهة الداخلية.
ووجه اللواء أبو نعيم رسالة للمتخابرين قائلا "إنكم لن تفلتوا من يد العدالة، وإن الاجهزة الامنية ستطالكم أينما كنتم، ولن ينفعكم الاحتلال ولا عوده الزائفة، فإما أن تسلّموا أنفسكم أو تواجهوا مصيركم المحتوم".
وأكد أن الداخلية ملتزمة بشعارها منذ عام 2007، بإعادة بناء الوزارة، والاستمرار في حفظ الجبهة الداخلية وحماية ظهر المقاومة، "وأنهم سيبقوا الأوفياء لدماء شعبنا".
وشكر أبو نعيم الأجهزة الأمنية "التي كانت على قدر الأمانة رغم التحديات، واستطاعت تفتيت الجريمة في زمن قياسي، بعد أن ظن العدو أنه أفلت بجريمته". كما ثمّن موقف الشعب الفلسطيني في غزة "الذي كان متفهما وداعما لجهود كشف الجريمة".
واغتيل فقها أمام منزله غرب مدينة غزة، في 24 مارس 2017، وحملت حركة حماس الاحتلال وعملائه المسؤولية عن اغتياله.
وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس أعلن الخميس الماضي اعتقال القاتل المباشر للشهيد فقها، مؤكدًا أنه تلقى تعليماته المباشرة من الاحتلال.
وبدأت هيئة القضاء العسكري في غزة أمس الاثنين محاكمة 3 متهمين بقتل فقها، وكشف عن أن المتهم المباشر بتنفيذ عملية الاغتيال هو المدعو أشرف أبو ليلة.