قائمة الموقع

الحرب الإلكترونية لا تقل خطورة عن الهجمات المسلحة

2017-05-17T05:21:43+03:00
صورة توضيحية
لندن-الرسالة نت

أعاد هجوم الجمعة الإلكتروني -الذي اجتاح مئتي ألف حاسوب في 150 دولة- إلى الأذهان المخاطر المحتملة للحرب الإلكترونية.

وبهذا الصدد، تؤكد الكاتبة إليزابيث برو في مقال بصحيفة تايمز البريطانية على خطورة تلك الحرب الإلكترونية التي لا تقل بأي شكل عن الهجمات المسلحة، وطالبت بناء على ذلك بوضع تعريف جديد للحرب.

ولتوضيح الأمر تصورت الكاتبة في مقالها السيناريو التالي: توقفت شبكة الكهرباء فجأة عن العمل فتعطلت شبكة الإنترنت تاركة المواطنين غير قادرين على التواصل أو السفر، ولأن الأسواق التجارية الكبرى التي تعتمد في منظومتها على الإنترنت أيضا تعطلت أصبح هناك نقص في المواد الغذائية.

وقالت إن هذا سيناريو خيالي لكنه ممكن الحدوث بالكامل، فالكابلات البحرية تنقل حاليا 99.7% من حركة المرور العالمي للإنترنت، وأي هجوم على أحد هذه الكابلات أو على البنية التحتية الإلكترونية لنظام الرعاية الصحية في دولة ما سيتسبب بفوضى.

"المخترق أو جندي المعلومات لا يعبر الحدود حاملا أسلحة، لكن زعزعة استقرار دولة أخرى من خلال الاختراق الإلكتروني هي مثل عدائية نشر قوات عسكرية على طول حدودها"

لقد وقعت منظمة الرعاية الصحية البريطانية يوم الجمعة الماضي ضحية لهجوم طلب الفدية (رانسوموير) الإلكتروني فتسبب ذلك بإرباك العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، وأجبر بعضها على تحويل سيارات الإسعاف إلى مستشفيات مجاورة لم تتضرر بالهجوم الإلكتروني.

وتتعرض أوروبا سنويا لعشرات الهجمات الإلكترونية، وهي تشهد تزايدا في "الصراعات الرمادية"، وهذه الصراعات الرمادية ليست حروبا وإنما هي مزيج جديد وقوي من التهديدات والدعاية والضغوط الاقتصادية.

ولأن المخترق أو جندي المعلومات لا يعبر الحدود حاملا أسلحة فلا تسمى حربا، فوفق التعريفات العسكرية الحالية فإن الحرب هي الصراع على الأراضي، لكن زعزعة استقرار دولة أخرى من خلال الاختراق الإلكتروني هي مثل عدائية نشر قوات عسكرية على طول حدودها.

يقول أستاذ الأمن الإلكتروني في جامعة آلتو في فنلندا جارنو ليمنل "في المستقبل فإن كل جانب في مجتمعاتنا سيكون تقريبا رقميا".

ويضيف "سنحتاج إلى الحديث عن كيفية حماية الكابلات البحرية وغيرها من البنى التحتية، خاصة أنه سيكون هناك انفجار في المعلومات بالسنوات القادمة".

ولهذا -وفقا لكاتبة المقال- يجب علينا وضع تعريف جديد للحرب.

في قمة وارسو العام الماضي، وافق وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) على ترقية الفضاء الإلكتروني إلى المجال التشغيلي، مما يمنحه نفس أهمية الجو والبحر والبر، وقد وصف الأمين العام للحلف جينس ستولتنبرغ الفضاء الإلكتروني بأنه جزء من منظومة "الدفاع الجمعي".

لكن المادة الخامسة في معاهدة تأسيس الناتو لسنة 1949 -التي تحدد مبادئ الدفاع الجمعي- تتحدث فقط عن "هجوم مسلح".

وللتجاوب مع هجمات القرن الـ21 يجب إعادة تعريف تلك المبادئ، وقد أشار البنتاغون مؤخرا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى "خريطة أكثر تفصيلا بكثير للمسافة الفاصلة بين السلام والحرب".

يجب على السياسيين والقادة العسكريين الاستجابة بشكل أسرع لتحدي الهجمات الإلكترونية، وعلى المواطنين إدراك أن طريقة حياتنا هشة أمام مثل تلك الهجمات التي بدأت بالفعل.

اخبار ذات صلة