قائمة الموقع

ما المصالح المشتركة بين السلطة والشاباك لوقف إضراب الأسرى؟

2017-05-20T10:07:19+03:00
صورة ارشيفية
غزة- مها شهوان

التقى مسؤولون في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي قبل أيام ضباطا من المخابرات الفلسطينية؛ بهدف التوصل إلى تفاهمات من أجل إنهاء إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، في ظل عدم التوصل لأي اتفاق بين إدارة السجون والأسرى، رغم مرور شهر على الإضراب.

ووفق موقع "واللا " العبري، فقد ضم اللقاء كلا من اللواء ماجد فراج مدير المخابرات الفلسطينية، وقائد الأمن الوقائي زياد هب الريح، ومسؤولين كبارا في جهاز الشاباك.

وعلى ما يبدو، فإن الاجتماع لم يكن عاديا، باعتبار أنه من غير المعتاد أن يلتقي الشاباك قيادات بالسلطة لمناقشة مثل هذه القضايا؛ لكن من الواضح أن هناك مصالح مشتركة لدى الطرفين.

ولأن الأسرى لديهم مكانتهم في الوجدان الفلسطيني، بمعزل عن القضايا الأخرى، فإن السلطة تخشى من ثورة شعبية في الوقت الذي تحتاج فيه إلى استقرار سياسي من أجل جهود استئناف عملية التسوية، ولا تريد أي معيقات تقودها إلى مسار مجهول.

وفي مارس الماضي، أخبر رئيس السلطة محمود عباس، جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون المفاوضات الدولية، أن العودة للمفاوضات مرتبطة بموافقة والتزام حكومة الاحتلال بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993 (نحو 30 معتقلا)، ووقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين وفق إطار زمني محدد، وهو ما يثير التساؤل حول السبب الذي دفع السلطة إلى التراجع عن دعمها الأسرى، وسعيها لإنهاء الاضراب بالتعاون مع الاحتلال.

وهنا يجيب مختصون في الشأن السياسي أن الاحتلال يريد انهاء الاضراب؛ من اجل التهدئة، وعدم الضغط عليه من المنظمات الحقوقية، بينما هدف السلطة ألا يحقق مروان البرغوثي، الذي يقود الاضراب، نجاحا يحسب له؛ خشية أن يصبح قائدا للمرحلة الجديدة.

ويعلق محمود مرداوي المختص في شؤون الأسرى، على المصالح المشتركة بين الشاباك والسلطة من بحث سبل وقف الاضراب، قائلا إن السلطة تعتقد أن البرغوثي ومن أيّده من أسرى فتح في اضرابه، يريدون تحسين صورته، وهز صورة السلطة، والضغط عليها، من خلال مطالبهم المعلنة، مشيرا إلى أن الاحتلال أراد توظيف ذلك لصالحه، والتأثير من أجل تحقيق مطالبه السياسية على طاولة ترامب، حول قضايا تتعلق بالفلسطينيين.

ووفق مرداوي، فإن (إسرائيل) تحاول تسييس الإضراب، موضحا أنها أخرجت الإضراب عن سياقه، وبدأت التعامل معه من منظور سياسي.

ويوضح مرداوي "للرسالة"، أن الشاباك يختلف عن الحكومة برئاسة نتنياهو في التعامل مع السلطة، كونه يرى أن الأخيرة متعاونة، "لذا يتطلع لإجراء مفاوضات تصل إلى اتفاق تسوية يتعايش معه الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن حكومة الاحتلال لا ترى في السلطة شريكا.

وفي الآونة الأخيرة، عاد اسم مروان البرغوثي يتردد من جديد في الساحة السياسية الفلسطينية، خاصة بعد تصدره النتائج في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح، كما أصبح رمزا منافسا لعباس بعد اضرابه.

وحول ذلك، يرى مرداوي أن البرغوثي "يسعى لوضع نفسه على الطاولة"، خاصة أن من يأتي من الأوروبيين والأمريكان يطلبون شخصيات جديدة للتعامل معها بشأن القضية الفلسطينية، مبينا أن السلطة تخشى مطالبة الرئيس ترامب من نتنياهو، الافراج عن البرغوثي، "وذلك ليس في مصلحة السلطة".

وأكد الخبير في شؤون الأسرى أن السلطة، منذ بدء الاضراب، لم تتطرّق إلى ذكر اسم البرغوثي، وتتجنب دعمه في وسائل اعلامها.

وفي السياق، يرى عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن (إسرائيل) تريد وقف الاضراب من أجل التهدئة، وألا تنجرح على المستوى الاقليمي والدولي، "لذا تسعى لتوقف الضغوط التي تمارس عليها من جمعيات حقوق الانسان، والعمل على الاستقرار في السجون".

وأوضح قاسم "للرسالة"، أن (إسرائيل) تسعى لإنهاء الاضراب بالتفاهم مع السلطة حتى لا تتطور عملية التضامن مع المضربين التي تشكّل نوعا من التهديد الأمني لـ(إسرائيل).

أما فيما يتعلق بالسلطة، فيقول قاسم: "منذ عام 1965 والقيادة الفلسطينية تعمل على منع ظهور أي قيادة جديدة على الساحة، وتشوّه أي فصيل جديد؛ من خلال دفع الأموال لزعزعة أمنه"، موضحا أن السلطة تعمل على عدم إظهار البرغوثي الذي يقود الاضراب، بأنه قائد.

الجدير ذكره أن أكثر من 1700 أسير فلسطيني يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام بقيادة الاسيرين مروان البرغوثي واحمد سعدات؛ للضغط على إدارة السجون لتلبية شروطهم، وتحسين ظروف اعتقالهم.

اخبار ذات صلة