قائمة الموقع

ماذا بعد فك الشيفرة 45؟

2017-05-20T11:59:47+03:00
غزة
الرسالة نت- محمود فودة

كان واضحا من حديث قائد قوى الأمن الداخلي في غزة اللواء توفيق أبو نعيم أن ما سبق جريمة اغتيال فقها ليس كما بعدها في المشهد الأمني المتعلق بملف المتخابرين مع الاحتلال (الإسرائيلي)، بوصفه ما جرى بأنه علامة فارقة في منظومة العمل الأمني بغزة.

"الحسم والمبادرة" عنوان المرحلة المقبلة في تعامل أجهزة الأمن بغزة مع ملف المتخابرين، وفق ما أكد أبو نعيم بالمؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه تفاصيل جريمة اغتيال فقها، الذي كشف عن عملية أمنية واسعة تمت ضد العملاء في الأسابيع القليلة الماضية.

وأكد أبو نعيم أن عملية "فك الشيفرة" لا تزال متواصلة ضمن سياسة تعميق الجهد للكشف عن عملاء الاحتلال وحماية الجبهة الداخلية، وفي رسالته للعملاء قال: "لن تفلتوا من يد العدالة ويد الأجهزة الأمنية ستطالكم أينما كنتم، ولن ينفعكم الاحتلال ولا وعوده الزائفة.. فإما أن تسلموا أنفسكم أو تواجهوا مصيركم المحتوم".

ووفقا لما ظهر في بيان الداخلية، فإن كنزا من المعلومات وقع عليه الفريق الأمني في غزة، وهو طبيعي مقارنةً بعدد العملاء الذي تمكن جهاز الأمن الداخلي من اعتقالهم، والذي بلغ 45 عميلا، وهو ما سينعكس إيجابا على متابعة ملف العملاء خلال المرحلة المقبلة.

ومما يدعم حديث الأمن عن سياسته الجديدة في التعامل مع العملاء وفقا للحسم والمبادرة، فإن ما توصل إليه في الأسابيع الماضية التي تلت جريمة الاغتيال، يمكّنه من قراءة أجزاء واسعة من المشهد الذي يرسمه الاحتلال لعملائه في العمل.

ويشمل ذلك المشهد، الذي بات الأمن يطلع عليه، خطط الاحتلال في توزيع العملاء، وتكتيكات المتابعة للمستهدفين، وآليات التواصل معهم، وتقنيات التنصت والمراقبة، إذ إن أمن غزة وصف ما أنجزه مؤخرا بـ "ضربة قاسية لأجهزة مخابرات الاحتلال".

ومن الأجزاء المهمة أيضا المتعلقة بالتمويل، إذ إن اعتقال العميل "ع.ن" كشف عن أسلوب جديد في تمويل العملاء، يعتمد على إيجاد مصدر دائم من خلال مشروع تجاري، حيث إن العميل قام بإنشاء "شاليه بحري" ممول من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" يدفع من مرابحه مكافئات للعملاء ضمن ما يعرف بـ "النقاط الميتة".

ووفقا للمعطيات فإن سنوات ارتباط العملاء مختلفة، إلا أنها تتراوح بين سنوات العقدين الماضيين، مما شأنه أن يكشف لأمن غزة عن مراحل تطور تعامل أجهزة مخابرات الاحتلال مع ملف العملاء، وهو ما يعطي فرصة لاستشراف التعامل المتوقع خلال المرحلة المقبلة.

وكما أن نوعية العملاء الذين تم اعتقالهم بالمؤكد أنها تختلف عن سابقتها، وفي مقدمتهم العميل القاتل "أ.ل" الذي قتل الشهيد فقها بمسدسه، إضافة "للعميل البنك" الذي مهمته جني الأرباح وتوزيع الأموال على العملاء، وقد يضاف إليهم أنواعا جديدا منهم لولا تحفظ الأمن عن الكشف عن تفاصيل بقية العملاء.

وفي التعليق على ذلك، قال الخبير الأمني هشام المغاري إن حماس وأجهزة الأمن بغزة انتقلت في المرحلة الحالية من ساحة العمليات العسكرية وتطويرها إلى ساحة العمليات الأمنية، وباستخدام العقليات التي تمتلكها فإنها ستحقق إنجازات ملموسة خلال المرحلة المقبلة.

وأوضح المغاري أن كل عميل يعتقله الأمن في غزة يفك لغزا في شيفرة العملاء التي يعتمد عليها الاحتلال، مرجّحا أن يكون عدد من اعتقلتهم الداخلية أكبر بكثير مما أعلنته في مؤتمرها.

وعن إعلان الداخلية عن مرحلة "المبادرة والحسم"، أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا في التعامل الأمني مع ملف العملاء، بحسم التصرف مع منْ يقعون في دائرة الاشتباه الأمني بتورطهم في العمالة، على عكس التردد الذي كان يسود في هذا الشأن؛ بالتخوف من التبعات الاجتماعية لاعتقال المشبوهين.

وتوقّع المغاري أن ما لدى الأمن في غزة "كنزٌ كبير"، تكوّن باعتقال العملاء، وما يحملونه من معلومات وخطط وآليات تواصل واتصال، ومراقبة، مؤكدا أنه لا خلاف على ما حققته الأجهزة الأمنية من صفعة قوية لأجهزة أمن الاحتلال ضمن عملية "فك الشيفرة 45".

على أي حال، فإن العملية الأخيرة لأجهزة الأمن بغزة جددت الثقة بأمن المقاومة وقدرته على المواجهة في صراع الأدمغة الذي بات عنوان المرحلة الحالية، والجميع في انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من إنجازات تمثل ضربات أمنية متتالية للاحتلال وأجهزته الأمنية.

اخبار ذات صلة