قائد الطوفان قائد الطوفان

أملا بعودة المفاوضات

عباس وزيارة ترامب.. تفاؤل مبالغ فيه !

عباس وترامب في البيت الأبيض
عباس وترامب في البيت الأبيض

الرسالة نت- رشا فرحات

جاء استقبال الرئيس الأمريكي رونالد ترامب للرئيس عباس في البيت الأبيض دافعا للبعض للتفاؤل في مستقبل عملية التسوية بالمنطقة. تلك الزيارة، التي يقول عنها مختصون، إنها تأتي ضمن جهود ترامب لتعزيز محاربة الإرهاب.

وقال ترامب، في مؤتمر مشترك مع عباس، إنه يهدف إلى دفع عملية السلام، ومساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لهذا الإنجاز، دون الإشارة الى أي اتفاقية معينة أو مشروع حل الدولتين.

هذه التصريحات دفعت أبو مازن، إلى إبداء التفاؤل من زيارة ترامب المقبلة، فيما يرى مراقبون أنه تفاؤل مبالغ فيه؛ لأن ترامب لم يشر الى عملية الاستيطان في لقاءه مع عباس، ولا الى نواياه تجاه التوسع، وأن جلّ تركيزه جاء على وعود بإنجاز تاريخي "لمصلحة السلام" في الشرق الأوسط.

وكما كان عباس متفائلا بزيارته الى واشنطن، هو متفاءل أيضا بزيارة ترامب الى الشرق الأوسط، حيث أكد مسؤولون أن الرئيس الأمريكي قرر زيارة "إسرائيل" في 22 مايو الحالي، كما سيزور بيت لحم وكنيسة المهد ويلتقي خلالها أبو مازن، يليها زيارة للسعودية ودولة الفاتيكان.

وتعليقا على هذا التفاؤل، يدلل القيادي بفتح يحيى رباح  على أن "أسباب التفاؤل تكمن في أن حل الدولتين أصبح مطروحا وبقوة، بل وبإجماع دولي عليه"، وذلك يتناقض مع دعاية إسرائيل ونتنياهو وترويجهم لفكرة صعوبة تطبيق حل الدولتين.

ويضيف رباح للرسالة: "يكفي أن لدينا رئيسا أمريكيا جديدا لديه خطط لتحقيق السلام، وهو يبذل مجهودا واضحا في ذلك"، مشيرا إلى أن ذلك ظهر جلياً من خلال لقائه بالرئيس أبو مازن في البيت الأبيض، وتوضيحه للعديد من النقاط.

وتابع: "نحن الآن لدينا موعد معه بزيارة تاريخية الى السعودية، وتجري فيها ثلاث قمم عربية أمريكية تعتبر القضية الفلسطينية حاضرة وبقوة فيها".

ويرد رباح على ملاحظة "عدم ذكر ترامب في لقائه مع عباس لموضوع حل الدولتين"، بأن الرئيس الأمريكي لم يكن يريد في لقائه أن يحصر النقاش في هذا الموضوع ظاهريا، "ولكنه وعد بأن هناك إمكانية للسلام، وأشاد بعباس وقال إنه شريك جيد في العملية السلمية، كما أن انتخابات حماس الجديدة وصعود إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي، يعطي أملا بأن الأوضاع ستتحسن، بالإضافة الى جو عربي إيجابي".

وعلى الرغم من إعلان الاحتلال الموافقة على بناء 17 ألف وحدة استيطانية جديدة بالأمس، فإن رباح يصر على أنه متخوف أيضا من زيارة ترامب، لأن نتنياهو، وفق رباح، لم يقدم بدائل عن رفضه لعملية التسوية.

أما الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، فعلّق على هذا التفاؤل، قائلا: "الرئيس عباس يرى منذ زيارته للبيت الأبيض بأن هناك أرضية تفاهم جديدة قد خلقت على قاعدة "الدفع باتجاه عملية المفاوضات"، والتسريبات التي ترد تباعا بأن ترامب سيجمع عباس ونتنياهو على مائدة عشاء، وسيزور حائط البراق منفردا دون أي رفيق إسرائيلي اقتناعا بأن هذه المنطقة تابعة لمنطقة القدس الشرقية، تبقى مخرجات نظرية وليست عملية، ومنها حديثه مجددا عن نقل السفارة الأمريكية الى القدس".

ويضيف محيسن: "مجرد زيارة ترامب للمنطقة العربية، كأول زيارة له بعد توليه المنصب، يدل على مساحة اهتمامه بمنطقة الشرق الأوسط وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وربما كان الكل يعتقد أنه سيقوم على دمج إسرائيل في تحالف عربي جديد، وهذا ما لا يرفضه عباس بالمطلق، وقد عبر عنه صراحة في أكثر من موقف مقابل حلول واضحة للقضية الفلسطينية".

ويرى المحلل السياسي أن تفاؤل عباس مبالغ فيه جدا؛ لأن (إسرائيل) تتلاعب في كل القضايا، وتماطل وتوظف الوقت وقدرات حلفائها، وتحديدا الإدارة الأمريكية، لتمر من خلالهم إلى العالم العربي، وتدشن علاقات معهم ويبقى حال القضية الفلسطينية على ما هو عليه.

وذكر أن ترامب يسعى إلى جمع عباس ونتنياهو على طاولة المفاوضات؛ لكنه لم يعط وقتا لحل نهائي والزامي للطرفين، قائلا: "عباس يعلم أن الحل بيد أمريكا وليس العرب، وهو يخاف أن ينتهي سياسيا، لذلك يجب أن يتماشى مع ما هو مطروح على الساحة؛ ليبقى في الحلبة السياسية الدولية".

 

البث المباشر