بدأ المزارع أبو شكري عودة موسم قطف العسل من مزرعته الواقعة جنوب قطاع غزة، في ظل انتاج متوسط، أقل من العام الماضي.
وقال عودة إن إنتاج هذا الموسم من العسل لن يكون بالقدر المطلوب، نظرا لتأخر الأمطار وقلتها الشتاء الماضي، الأمر الذي أثر على ظهور النباتات والأزهار التي يحتاجها النحل.
وتحتاج تربية النحل لتكوين العسل إلى متابعة يومية وتوفير الأكل اللازم له، وهو ما يزيد من تعب المربين؛ وفق المزارع عودة.
وبدأ مربو النحل في قطاع غزة بقطف العسل قبل أيام، حيث يعمل في قطاع النحل حوالي 500 عامل بشكل دائم وموسمي، ويعتبر مصدر دخل أساسيا لـ 139 مربيا منهم.
تراجع الانتاج
النحال أبو إبراهيم النيرب والذي يعمل في المهنة منذ عام 2002، أكد أنه كان يقطف سنويا ما يزيد عن 400 كيلو من العسل، في حين أن انتاج العام لا يتعدى 250 كيلو.
وأوضح أن العسل يقطف مرتين كل عام، الأولى في الربيع شهر نيسان، والثانية في فصل الصيف شهر سبتمبر، مؤكدا أن عسل الربيع أكثر جودة من الصيف نظرا لاعتماد النحل على رحيق الأزهار.
ويبدأ قطف العسل الربيعي بعد 15 أبريل/ نيسان من كل عام بينما ينتظر العسل الصيفي للخلايا المتواجدة في المناطق الشرقية حتى نهاية شهر أغسطس/ آب.
ولفت إلى أن النحل أصبح يتجه إلى داخل الأراضي المصرية، في سيناء، للبحث عن الأزهار، بسبب قلتها في الأراضي الفلسطينية.
ولفت النيرب إلى أن أسعار النحل، ستبقى كما هي ولن تتأثر كثيرا بمعدل الإنتاج، مشيرا إلى أن الكيلو الواحد يباع بـ 70 شيكلا.
من جهته، توقع نائب رئيس الجمعية التعاونية لمربي النحل في غزة أحمد زعرب، أن الإنتاج هذا العام سيتراجع لحوالي 200 طن عسل بدلا من 340 طنا سنويا في الأعوام الماضية.
وقال زعرب :" إن قطاع غزة يمتلك ما يقارب 20 ألف خلية، ويُنتج منها 340 طنا سنويا، 240 في فصل الربيع وحوالي 100 في الصيف، غير أن قلة الأمطار والنباتات هذا العام أدت لانتشار بعض الأمراض بين النحل، وبالتالي أثر سلبا على إنتاج العسل.
وأشار إلى أن الاستهلاك المحلي يصل ما بين (300-350) طنا من العسل سنويا، وفي حال كانت الأوضاع المادية مُستقرة يصل الاستهلاك لحوالي (400-450) طنا.
القطف تأخر
بدوره، توقع المهندس طاهر أبو حمد مدير دائرة الانتاج الحيواني بوزارة الزارعة، تأخر قطف العسل وتراجع الانتاج بسبب تأخر موسم الشتاء والأزهار.
وقال أبو حمد: "قلة الأمطار والأزهار أدت لتأخر نشاط النحل المتعلق بجني اللقاح في تكوين العسل".
وأضاف: "من المفترض أن يكون نشاط النحل في شهر ديسمبر أو يناير من كل عام، لكن الموسم الحالي تأخر حتى فبراير"، مرجحا أن يكون إنتاج كل الخلية من 7 إلى 9 كيلو وهو أقل من الموسم الماضي الذي وصل إلى 12 كيلو.
وأشار إلى أن الانتاج العام الماضي وصل نحو 300 طن، لافتا أن القطاع يحتاج سنويا لـ 450 طنا من العسل.
وأكد أن جودة العسل في غزة ممتازة، ووزارة الاقتصاد تتابع أمر الرقابة على إنتاج العسل وتقوم بأخذ العينات لفحصها.
ورجّح أن تسمح وزارة الزراعة باستيراد العسل لتغطية العجز في حال استمر نهاية الموسم.