قائمة الموقع

هكذا يقضي العملاء ليلتهم الأولى بعد حكم الإعدام

2017-05-21T20:10:08+03:00
هكذا يقضي العملاء ليلتهم الأولى بعد حكم الإعدام
الرسالة نت - محمد أبو قمر

انفضّت محكمة الميدان العسكرية أمس الأحد، بعدما أعلنت حكمها النهائي بالإعدام بحق العملاء الثلاثة، المتهمين بجريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها.

ذهب ضجيج الجنود الذين كان يحيطون مسرح المحكمة، وخيّم الليل بصمته على الزنازين الخاصة بالعملاء الثلاثة، الذين يقضون ليلتهم الأولى بعد النطق بالحكم.

في زاوية الزنزانة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها المترين، يجلس العميل القاتل القرفصاء ويلف ذراعيه حول قدميه خافضا رأسه بينهما، في ظلمة يحد قتامتها أحيانا الضوء المتسلل من النافذة الحديدية الصغيرة.

يدور في رأسه المنهك شريط أحداث بدأ منذ سنين، عندما عرض عليه ضابط الشاباك التعامل معهم مقابل مبلغ مادي، ووعده بأن يبقى أمره محاطًا بسرية لن يستطع أحد اكتشافها.

يسترجع العميل القاتل الأيام والليالي التي قضاها في تتبع أخبار المقاومة، ورصد رجالاتها، وكيف كان يرسم خطط المناطق والمنازل المنوي استهدافها، ويرسل تفاصيلها بدقة لضابط الشاباك.

ولم ينس بعدُ كيف حصل على مسدس كاتم الصوت، وبدأ منذ ثمانية أشهر استعداداته للانقضاض على الأسير المحرر فقها.

لا تزال خطة سير عملية الاغتيال لا تفارقه، ورغم أن الرصاصات التي أفرغها في جسد فقها كاتمة للصوت إلا أن صداها يدوي في رأسه، الذي يكاد ينفجر من زحمة التفاصيل التي احتفظ بها لسنوات دون أن يتراجع.

فواصل اسمنتية تعزل العميل القاتل في السجن التابع لجهاز الأمن الداخلي، عن العميلين اللذين شاركاه تفاصيل الجريمة، ويقبع كل منهما بزنزانة انفرادية.

يسترجع أحدهما ما يقرب من عشرين عاما قضاها لصالح التخابر مع الاحتلال، أجهز خلالها على العديد من رجال المقاومة، وساعد في هدم منازل على رؤوس ساكنيها، دون أن يفكر بالعواقب التي يمكن أن تحلّ به، أو مصيره في حال بات في قبضة الأجهزة الأمنية.

أما الثالث، فيجافي النوم عينيه المثقلتين بعدما استبرأت عائلته منه، ولم يعد لديه فرصة للتراجع عن خيانته، أو تبرير ما دفعه للتعاون مع الاحتلال، ويبدي ندمه لأبنائه وذويه.

فجأة قطع صوت العساكر لحظات الصمت التي خيمت على العملاء الثلاثة، وانتفضت أجسادهم مع سماعهم أصوات فتح السلاسل التي تحكم إغلاق الأبواب.

في ثوانٍ معدودة، علم العملاء أنه حان وقت القصاص، وأنه بعد لحظات ستطوى صفحات حياتهم التي قضوا منها سنوات غرقى في وحل الخيانة، ولن يجدوا من يترحم عليهم أو يسير في تشييعهم.

لم تحتمل أرجلهم المرتجفة أن يقفوا عليها، ويسيروا إلى مصيرهم للإعدام إما شنقا أو رميًا بالرصاص، وانهارت اجسادهم وأغمي عليهم، ولم يستفيقوا إلا وهم في مسرح تنفيذ الحكم، وصورة الشهيد القائد ماثلة أمامهم.

هذا السيناريو رسمته "الرسالة"، يحاكي الحالة التي يقضي بها العملاء ليلتهم الأولى، وربما الاخيرة، بعد الحكم عليهم بالإعدام، ويتوقع تنفيذه في أي لحظة؛ عقب إدانتهم بالتخطيط والتنفيذ لجريمة اغتيال فقها في مارس الماضي.

اخبار ذات صلة