قائمة الموقع

حي "الدرج" نقطة البداية لتاريخ غزة القديم

2017-05-23T06:06:35+03:00
غزة - رشا فرحات

تشعر بالانبهار عند دخولك إلى مشارف غزة القديمة التي تنقسم إلى أربعة احياء رئيسية "الدرج والزيتون والشجاعية والتفاح"، ففيها جل ذكريات المدينة القديمة، ومعظم الحكايات التاريخية، وفيها أيضا البدايات، وآلاف القصص التي لا تنتهي.

وعبر "معالم" تصحبكم "الرسالة" في جولة للتعرف على أقدم أحياء البلدة القديمة "حي الدرج"، والذي يعد بداية تاريخ غزة القديم، فهو يبدأ من مسجد السيد هاشم شمالا حتى سوق القيسارية جنوبا ومن قصر الباشا شرقا حتى مسجد السيد هاشم غربا، حيث يحده من الشمال والغرب مسجد السيد هاشم المتمركز في تلك النقطة من الحي.

ويعود اسم الحي إلى كثرة الأدراج التي كانت تربط بيوته ببعضها، فهو يمتد على بقعة مختلفة العلو، تارة ترتفع وتارة تنخفض وبين الارتفاع والانخفاض تكثر الأدراج التي تصل الحي ببعضه البعض، والتي اختفت تقريبا بسبب التوسع العمراني في المنطقة، ولكن يمكنك أن تلمح بعضا من بقاياها في بعض الأزقة.

وتعتبر البيوت القدمية والمساجد التي ما تزال موجودة حتى اليوم بهيئتها وشكلها، من أهم المعالم الذي تميز الحي بل أصبحت مزارا للمهتمين من عشاق الآثار والبيوت القديمة والمؤسسات الثقافية في قطاع غزة.

 فحينما تتجه سيرا على الأقدام من قصر الباشا غربا ستجد في طريقك بيتا قديما جديدا أصبح معلما يميز المنطقة، وهو ما يسمى سباط العلمي والذي اهتمت بترميمه مؤسسة ايوان المعنية بالتراث والمباني القديمة.

وتقول المرشدة السياحية ناريمان خله "للرسالة" إن إيوان اهتمت بترميم هذا "السباط" الذي هو عبارة عن منزل بسقف مدبب، تعلوه قبة تحوي غرفة، كانت تستخدم لحراسة الحي، وما يزال السباط موجودا على شكله، وقد حوله مالكه الذي يعيش خارج القطاع الى مركز ثقافي.

واذا أكملت المسير غرب سباط العلمي ستجد "سباط كساب" الذي استقبلتنا ساكنته الحاجة أم أنور كساب، وأخبرت "الرسالة" أن عمر البيت "السباط" الذي تسكنه أكثر من 600 عام، وما تزال تسكنه وأبناؤها وأحفادها، وهو البيت الذي تزوجت فيه، مضيفة: عائلة كساب معظمها كانت تسكن هنا في ذات الحي إلى جانبنا، ولكنهم توزعوا وباعوا بيوتهم القديمة، أو هدموها وبنوها بطراز حديث، ولكن نحن فقط من أبقينا البيت على حالته، ونرفض هدمه أو إعادة بنائه، فالبيت يتميز ببنائه القديم وقدرته على تحمل الحرارة والبرودة وما زلنا نعتز بذلك القدم.

وتضيف خله معلقة: هذا البيت من العصر المملوكي ولم تكن عائلة كساب تعرف من أي عهد قبل أن تحصل على المعلومات من وزارة الآثار".

وبعد الخروج من سباط كسّاب، يمكنك أن تسير في الحي وتتعرف على معالم أخرى، منها سوق القيسارية، أو سوق الذهب والذي ينزوي في زقاق قديم، ما زال على حاله، يخترق جدران المدينة وهو مبني على شكل "قيساريات" وهي طريقة بناء رومانية تعود لعام 63 ق.م، وما زالت حوانيته مشرعة تبيع الذهب والفضة حتى اليوم ومحتفظة بشكلها القديم رغم تحول الأيام والسنوات.

وفي نهاية تجوالك في حي الدرج ستتعرف على المزيد، فإضافة الى عائلة كسّاب والعلمي هناك عائلة الغصين الباقية حتى اللحظة والتي تمتلك مقبرة الغصين التي تعود أيضا للعهد المملوكي، وما زالت محتفظة بأقواسها وأحجارها القديمة، وهي مقبرة خاصة للعائلة حتى اليوم، ولكنها أيضا تعتبر ارثا تاريخيا عريقا.

وبالإضافة الى عائلة الغصين فإن عائلة آل رضوان من أبرز العائلات التي سكنت حي الدرج، ولكن لم يبق منهم أحد في قطاع غزة حيث هاجروا جميعهم الى الخارج، وبقي قصر الباشا، أو ما يسمى قصر رضوان في شرق حي الدرج شاهدا على عراقة العائلة وطريقة معيشتهم في ذلك العهد.

اخبار ذات صلة