قتل 27 شخصا بينهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في قصف جوي استهدف البلدة القديمة بالموصل، وأكدت القوات العراقية أنها تمكنت من إعادة ربط شرق وغرب الموصل عبر جسر عائم، في وقت تزايدت أعداد النازحين الفارين من المعارك وبلغ عددهم أربعين ألفا خلال أيام.
وقال شهود من سكان المدينة القديمة -التي تقع بالجانب الغربي للموصل- إن 27 شخصا قتلوا في قصف جوي استهدف تجمع مواطنين مدنيين حضروا لاستلام مساعدات مواد غذائية في منطقة حضيرة السادة عصر أمس الاثنين.
وذكر الشهود أن من بين القتلى تسعة من عناصر تنظيم الدولة كانوا موجودين للإشراف على توزيع المواد الغذائية، كما سقط في الحادث عدد من النساء والأطفال.
وتحاصر القوات العراقية الموصل القديمة منذ عدة أشهر، ولا تزال المنطقة تضم أعدادا كبيرة من المدنيين.
ويقول سكان محليون إن الأهالي هناك يعانون بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية واستمرار القصف الجوي والمدفعي على هذه المنطقة.
وأكدت المفوضية السامية لشؤون النازحين التابعة لـ الأمم المتحدة أن عدد النازحين الذين تمكنوا من الفرار من مناطق القتال من المدينة القديمة ومن الأجزاء الشمالية للجانب الغربي للموصل بلغ خلال أربعة أيام من الأسبوع الماضي أربعين ألف نازح.
وأوضحت المفوضية في بيان أنها وبسبب هذه الأعداد الكبيرة قامت مؤخرا وبالتعاون مع الحكومة العراقية وشركائها بافتتاح مخيم بجنوب الموصل يتسع لـ 11 ألف نازح، وأنها بصدد افتتاح مخيم آخر بطاقة استيعابية تصل إلى ثلاثين ألف شخص.
وتوقع ممثل المفوضية في العراق برونو غيدو المزيد من موجات النزوح الكبيرة في الأيام والأسابيع المقبلة، وأشار إلى أن النازحين الذين وصلوا كان يبدو عليهم الإرهاق ويعانون من تبعات الصدمة، وأكد أن أغلبهم خرج من دون أي ممتلكات باستثناء الملابس التي يرتدونها.
وأعلن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قبل نحو أسبوع أن أعداد النازحين من مدينة الموصل بلغ ومنذ انطلاق المعارك منتصف أكتوبر/تشرين الأول أكثر من سبعمئة ألف نازح، من بينهم أكثر من نصف مليون نزحوا من الجانب الغربي للمدينة.
من جهة أخرى، قالت خلية الإعلام الحربي إن مفارزها الهندسية تمكنت اليوم من نصب جسر عائم يربط الجانب الغربي للموصل بجانبها الشرقي بعد أن تسببت الحرب في تدمير الجسور الخمسة للمدينة.
وأوضحت الخلية في بيان أن الجسر الذي تم نصبه على نهر دجلة بطول مئتي متر سيكون مؤهلا لتنقل القطاعات العسكرية عليه بين جانبي المدينة إضافة إلى تنقل المدنيين.
وتسبب تدمير جسور المدينة -بسبب ما تعرضت إليه من قصف من طرفي المعركة- في تفاقم معاناة المدنيين بشكل كبير وخاصة الفارين من مناطق القتال، حيث يضطر العديد منهم إلى المشي لمسافات طويلة للوصول إلى مناطق آمنة بعيدا عن مناطق القتال التي تجري حاليا في الجانب الغربي للمدينة.
من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع إن طائرة عراقية مسيرة تمكنت فجر اليوم الثلاثاء من قتل تسعة من عناصر من تنظيم الدولة وتدمير شاحنة كبيرة تابعة له في قضاء البعاج غرب محافظة نينوى.
وأوضحت الوزارة العراقية في بيان أن الشاحنة المستهدفة كانت تحمل سيارتين مفخختين كان تنظيم الدولة ينوي استخدامهما لفك الحصار المفروض على مقاتليه المحاصرين بالموصل وتأخير تقدم القوات العراقية لإكمال استعادة ما تبقى من المدينة.
وفي ديالى، أفادت مصادر أمنية بمقتل ستة من أفراد الجيش بينهم المنسق الجوي للفرقة الخامسة العميد حسيب جاسم وإصابة آخرين إثر انفجار عبوة ناسفة شمال شرق بعقوبة.
وأوضحت المصادر أن العبوة استهدفت قوة من الجيش كان يقودها قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي الذي نجا من الحادث، وبينت أن من بين الجرحى نائب قائد الفرقة الذي قتل مرافقه وهو ضابط برتبة نقيب.
الجزيرة نت