الفقر والحصار يدفعان 3 أطفال للتناوب على سماعة أذن واحدة

مؤمن الرقب
مؤمن الرقب

خانيونس-نور الدين الغلبان

يتناوب مؤمن ومعتصم وشقيقتهم الكبرى نور على سماعة أذن واحدة جراء معاناتهم من ضعف في السمع؛ وذلك نتيجة فقر مدقع تواجهه عائلتهم التي أنهكها الوجع والألم نتيجة حصار ظالم على قطاع غزة.

ويعيش هؤلاء الأطفال الثلاثة في منزل متواضع ببلدة بني سهيلا شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث يعانون من ضعف السمع نتيجة عامل وراثي في العائلة البسيطة والمتواضعة؛ والتي تعجز عن شراء سماعة خاصة لكل واحد منهم.

وتتعدد أوجه المعاناة وفصولها، فمؤمن ذو ال9 أعوام يستيقظ من فراشه من أجل اللحاق بمركز بسمة للتأهيل السمعي التابع لجمعية إعمار للتأهيل والتنمية؛ فيتفاجأ بأن المعينة السمعية الخاصة به غير موجودة، لتخبره والدته بلغة الإشارة أنها مع معتصم الذي خرج للمدرسة.

وتحول ظروف الحصار والاغلاق دون وصول سماعات خاصة لهذه الفئة من جمهورية مصر العربية إلى قطاع غزة.

وبسبب رداءة نوعية المعينة السمعية (السماعة) الخاصة بهم، فقد تتعطل في أي لحظة ما يمنعهم من التوجه إلى مدارسهم ومراكز التأهيل الخاصة بهم؛ إلى أن يقوم والدهم -الذي بالكاد يؤمن لهم لقمة العيش- بإصلاحها.

وفي إحدى زوايا المنزل تقف نور التي تبلغ من العمر 18 عاماً، التي ترفض ارتداء سماعتها الخاصة بسبب نظرة المجتمع السلبية لمن يرتدون هذه المعينة.

وحسب نور فإن عدم توفر معينة سمعية مناسبة لحالتها، أثر على تحصيلها العلمي وخروجها من المدرسة الخاصة التي كانت تلتحق بها، وبقيت ملازمة للمنزل تساعد والدتها في شؤون المنزل.

وما يزيد القصة ألماً عندما تجد نفسك عزيزي القارئ أمام عائلة فقدت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة اثنتين من بناتها، بعد استهداف بالقرب من مكان سكنهم عن طريق طائرة حربية "اسرائيلية"، لتزيد من حالة الصدمة لدى هؤلاء الأطفال.

هذه الحادثة تركت أثرا نفسيا سيئا على العائلة؛ حيث لا يكاد يمر وقت حتى تتذكر الوالدة ما حصل مع بناتها فتدخل في حالة من البكاء والحسرة على فراقها لفلذات كبدها.

ولم تقف هذه الحادثة على التأثير على الوالدة فحسب؛ بل تسببت في حالة نفسية صعبة لدى مؤمن وشقيقه معتصم، بعد أن اثرت على تحصيلهما العلمي، الأمر الذي استدعى إعطاءهما جلسات نفسية طارئة وخاصة، من أجل اخراجهما من هذه الحالة وإعادتهما للمجتمع من جديد.

"الرسالة" التقت الاستاذة فداء سرداح أخصائية التأهيل السمعي في مركز بسمة للسمعيات والتخاطب والمشرفة على حالة مؤمن، لتحدثها عن المشكلة التي تواجههم في المركز نتيجة عدم تمكن مؤمن من إحضار سماعته خلال الدروس التي يتلقاها في المركز.

وتشرح الأخصائية خلال حديث مع "الرسالة" المعاناة التي تواجهها في حالة عدم إحضار الطفل مؤمن للمعينة السمعية الخاصة به، مشيرة إلى أنه التحق بالمركز قبل حوالي ثلاث سنوات.

وتقول سرداح:" نتيجة ضعف السمع الشديد الذي يعاني منه مؤمن وأشقاؤه؛ فإنه يجب عليهم ارتداء سماعة من أجل دمجه مع البيئة المحيطة به".

ولفتت إلى ضرورة أن تتوافق المعينة السمعية مع الضعف الموجود لدى كل فرد وبرمجتها حسب نسبة السمع لكل منهم على حدة، مشيرة إلى أن استعمال السماعة من قبل الاطفال الثلاثة يسبب مشكلة في التواصل والتخاطب.

وناشدت الاخصائية المشرفة على حالة الاطفال بضرورة توفير المساعدة للأطفال، كونهم يحتاجون لمعينات سمعية متطورة وجديدة خاصة ان السماعة التي يرتدونها غير مناسبة للاستخدام.

البث المباشر