قال مراسل الجزيرة في ليبيا إن طائرات يعتقد أنها مصرية شنت فجر اليوم الجمعة أكثر من 14 غارة على مواقع في منطقتي سوكنة وهون وسط جنوبي ليبيا.
وأضاف المراسل نقلا عن شهود عيان في منطقة هون أن القصف كان عنيفا جدا وسمع دوي الانفجارات بشكل واضح، وأن الأهالي يلتزمون بيوتهم خوفا من القصف.
وأضاف الشهود أن القصف استهدف مقر كتيبة "تاقرفت" التابعة لقوات البنيان المرصوص وقاعدة الجفرة الجوية التي تتمركز فيها قوة عسكرية تابعة لحكومة الوفاق الوطني، فضلا عن إحدى مزارع المدنيين. ولم ترد أنباء عن إصابات بشرية أو عن حجم الخسائر المادية.
ويأتي هذا القصف في وقت فيه طالبت جهات سياسية ومدنية ليبية حكومة الوفاق الوطني بالتحرك دوليا ضد القصف الجوي المصري الذي يستهدف مدينة درنة الليبية منذ الجمعة الماضي.
ودعا الرافضون للعدوان المصري حكومة الوفاق إلى رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن ضد هذه الانتهاكات.
وأطلق المعارضون للقصف صفحة على فيسبوك تحت عنوان "أوقفوا العدوان"، وأكدوا في بيان لهم أن المجلس الرئاسي هو الجهة الوحيدة المعنية بمحاربة الإرهاب، وتحديد وجوده على الأرض الليبية.
ووقع البيان أعضاء بالمجلس الأعلى للدولة ووزراء سابقون وممثلون عن المجتمع المدني وقادة أحزاب ومهنيون وإعلاميون.
ودعا البيان الشعب المصري إلى الوقوف إلى جانب الشعب الليبي في المطالبة بوقف الاعتداءات واحترام حق الجيرة والأخوة.
كما طالب الموقعون على البيان دول الجوار الليبي بإدانة هذا الهجوم المتكرر ومطالبة الحكومة المصرية بوقف اعتدائها على الشعب الليبي وأراضيه.
وفي وقت سابق، دعا رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عبد الرحمن السويحلي الاتحاد الأفريقي إلى "اتخاذ موقف حازم ورافض للانتهاكات المصرية للسيادة الليبية".
وجاءت تصريحات السويحلي عقب لقائه مساء الأربعاء في طرابلس وفدا من وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة الأفريقية الرفيعة المستوى المعنية بليبيا برئاسة وزير خارجية الكونغو جان جاكوسو، بالإضافة إلى مفوض السلم والأمن بالاتحاد إسماعيل شرقي.
وبدأت الطائرات المصرية غارات على ما تصفها القاهرة بـ"قواعد تدريب إرهابيين" في مدينة درنة الليبية منذ أسبوع، وذلك بعد ساعات من مقتل عشرات الأقباط في هجوم بمحافظة المنيا بصعيد مصر.