أظهرت تسريبات البريد الإلكتروني لسفير الإمارات بواشنطن عن تنظيم جهد منسق لتشويه قطر وتحجيم دورها الإقليمي والتحريض على استهدافها أمنيا وسياسيا واتهامها إلى جانب الكويت بتمويل العمل الإرهابي.
وقد نشر موقع إنترسبت الإلكتروني نماذج من مراسلات سفير الإمارات من بريده الإلكتروني المخترق من قبل جهة تسمي نفسها غلوبال هاكس.
وجاء في رسالة واردة للسفير أن ممولي الإرهاب يعملون بشكل علني في قطر والكويت.
وقد بعث هذه الرسالة ريتشارد مينتز وهو مدير شركة علاقات عامة تدعى هاربر غروب ويعمل مستشارا لدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار السنوات السبع الماضية.
ودعا مينتز السفير يوسف العتيبة إلى قراءة مقال على موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تحت عنوان "ممولو الإرهاب يعملون بشكل علني في قطر والكويت".
وتُعرف مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بولائها المطلق لإسرائيل وبتوجهاتها اليمينية المتشددة إزاء الإسلام.
وقد أظهرت التسريبات تبادل رسائل كثيرة بين السفير الإماراتي وجون هانا نائب مستشار الأمن القومي لديك تشيني نائب الرئيس الأميركي والمحسوب على الصقور المتشددين ضد الاسلام.
اجتماع ضد قطر
وورد في الرسائل المسربة جدول أعمال اجتماع ضد قطر كان من المفترض انعقاده هذا الشهر بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية، على رأسهم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبين مديري بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
ويشمل جدول الأعمال محادثات تتناول ملفات عدة، أبرزها دور الدوحة في المنطقة ووضع سياسات إماراتية أميركية لتحييد هذا الدور من خلال تقليص اعتماد الولايات المتحدة على قاعدة العديد الأميركية في قطر وفرض عقوبات أمنية واقتصادية وسياسية عليها.
كما تتناول المحادثات ما يصفونه بدور قناة الجزيرة كأداة لزعزعة الاستقرار في المنطقة بحسب هذه التسريبات.
ومن بين الشخصيات التي تقرر حضورها الاجتماع مارك دوبويتز الرئيس التنفيذي لتلك المؤسسة وجون هانا مستشار ديك تشيني.
وكشفت التسريبات عن تحريض الشيخ محمد بن زايد وزير الدفاع الأميركي الأسبق على قطر بقوله "أذقهم الجحيم غدا".
وتعليقا على هذه التسريبات، قال عضو مجلس الدولة الكويتي ناصر الدويلة إن اتهام بلاده باحتضان جهات تمول الإرهاب جزء من "حملة تجفيف عمل الخير التي طالت مشارق الأرض ومغاربها وأثرت سلبا على فقراء الأرض الذين سخر لهم الله الكويت وقطر والسعودية".
وقال في مقابلة مع الجزيرة "عانينا في العمل الخيري حتى اللباس المستعمل منعونا من توصيله للفقراء في سوريا في الشتاء".
وتحدث عن حملة مسعورة ضد العمل الخيري وعن دعاية مغرضة وخصومة غير شريفة وغير مبررة.
وقال إن التسريبات كشفت مصدر عنجهية الأميركيين وغضبهم من العمل الخيري، مضيفا "الآن فهمنا من يشحن الإدارة الأميركية".
وأسف الدويلة لأن "هذه الوثائق كشفت أن جهات عزيزة علينا (تسعى) لتدمير الفقراء ومنعهم من حقوقهم".
لكنه استبعد أن تنال هذه التسريبات والاتهامات من الكويت لأنها "معروفة بالتوازن والاعتدال والإنفاق الخيري ولن يستطيع أحد تدنيسها".
وبخصوص نقل قاعدة العديد من قطر الى الإمارات قال الدويلة إن هذه الفكرة تنبع من "عقدة قديمة" لدى أبوظبي تجاه محورية الدوحة في المنطقة.
وقال ناصر الدويلة إن سياسات قطر غير متقلبة ولديها مواقف ثابتة في مجمل القضايا الإستراتيجية.