في هذا التوقيت.. لماذا يضخم الاحتلال قدرات حماس ؟!

صورة
صورة

غزة-لميس الهمص

تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي للحفاظ على استعداد جبهتها الداخلية لإمكانية نشوب حرب جديدة أو هجوم مفاجئ، بما يضمن تخفيف الصدمة عليها، وذلك من خلال تضخيمها لقدرات حركة حماس العسكرية، وفق مراقبين، رأوا في ذلك أيضاً استثماراً لوصف الرئيس الأمريكي للحركة بالإرهاب خلال قمة الرياض مؤخراً.

ويحاول الاحتلال التحريض ضد القطاع في ظل الجهود الأمريكية في المنطقة والحديث عن عودة التسوية، لذا يحاول أن يظهر بأنه الضحية التي تقع تحد التهديد المستمر لذا عليه الدفاع عن نفسه كلما لزم الأمر.

وكان موقع (مفزاك لايف) الإسرائيلي، قد أدعى أن الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، أطلق أكثر من 2000 صاروخ تجريبي، منذ انتهاء حرب 2014 على قطاع غزة. وقال مفزاك لايف، إن هذا العام وحده شهد تجربة 500 صاروخ باتجاه البحر بما فيها صواريخ بعيدة المدى.

وتساءل الموقع العبري، لماذا لا يتحرك الجيش الإسرائيلي لإيقاف تجارب حماس وعلاج هذه الظاهرة؟

وبحسب الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة، فإن القنوات (الإسرائيلية) دائمة الحديث عن قدرات حماس، وتصفها بأنها "مستمرة وقوية ومتطورة"، لذا هي حريصة على أخذ الأمور بجدية، وتحاول ألا يمر عليها الأمر مرور الكرام، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يقبل بحرب تكون مشابهة في النتائج للحروب السابقة، ويحتاج لانتصار لا يقبل التأويل وإلا فإنه لن يدخل بها.

وذكر جعارة أن الاحتلال يحذر منذ تولي يحيى السنوار قيادة حماس في قطاع غزة، وتحدث أن الحركة ممكن أن تأخذ زمام المبادرة في أي حرب قادمة، فهو يتخذ قرارات من "البطن" أي استراتيجية، وفق تعبيره.

ويرى أن الاحتلال لا يعمل حسابا في المنطقة إلا للقطاع، لذلك هو دائم الحديث عن قدراته العسكرية، مؤكدا أن الاحتلال لا يحتاج لأي ذرائع في حال قرر شن هجوم عسكري على أي منطقة يريد.

ويرى مراقبون أن الاحتلال يسعى من خلال تضخيم مكانة المقاومة إلى تقليل الانتقادات الدولية الموجهة له بسبب الحصار والتضييق على قطاع غزة.

وفي السياق، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أسعد أبو شرخ أن الاحتلال يتحدث عن قدرات حماس لهدف محدد، وهو التحريض ضد القطاع في ظل الهجمة ضده، مشيرا إلى أنه يريد أن يبعث رسائل لأمريكا وترمب الذي صنف حماس كمنظمة إرهابية.

وبين أن الاحتلال يقوم بحملة تحريض من أجل تأليب الدول وليس أمريكا فحسب على المقاومة في قطاع غزة، لافتا إلى أن الاحتلال من آن لآخر يخترع الأكاذيب ويهولها عن قدرات المقاومة لتأليب اوروبا من باب أن "أفضل سياسة للدفاع هي الهجوم" لذلك هي هجومية في سياستها دائماً.

ومن اللافت أن (إسرائيل) تسعى لتصوير أن أي حرب قادمة ستكون بين جيشين متكافئين في القدرات العسكرية، سعيا لتخفيف الضغط عليها، عبر خلق مبررات أمام المجتمع الدولي لاستمرار الحصار بكافة أشكاله على القطاع.

وكان موقع (واللا) العبري قد زعم أن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف يتجهز استعداداً لحرب جديدة مع (إسرائيل). وأضاف الموقع أن حماس جاهزة للحرب من حيث العدة والعتاد، وأنها "أصبحت بشكل أفضل عن حرب عام 2014، وتعداد جناحها العسكري النظامي يبلغ 27 ألف عنصر، من بينهم 2500 من عناصر النخبة وثلثهم مجهز ومدرب على القيام بمهام قتالية هجومية داخل (إسرائيل)".

ويرجح مراقبون أن (إسرائيل) تُريد من التقرير إظهار عدم رغبتها بالسعي أو الذهاب إلى حرب جديدة في غزة، على عكس ما تسعى له قيادة حماس، وفق التقارير العبرية.

 

البث المباشر