قائمة الموقع

طلبة الثانوية العامة يكابدون الظلام خلال مذاكرتهم للامتحانات

2017-06-08T11:47:15+03:00
غزة-محمد شاهين

تتزامن الاختبارات النهائية لطلبة الثانوية العامة مع أزمة الكهرباء التي تعصف بمدينة غزة المحاصرة منذ عشرة أعوام ودخول شهر رمضان المبارك ليعيش الطبلة أزمة أثقلت على كاهلهم بعدما وضعوا تحت خيارين أحلاهما مر، وهما أما الدراسة في النهار وقت الصيام أو الدراسة في الليل المعتم على ضوء الطاقة البديلة الخافت.

أثناء خروجهم من قاعة الاختبارات بعد طويهم ملف اختباري (التربية الإسلامية واللغة العربية) التقت "الرسالة" بعدد من الطلاب لترصد الحالة التي عايشوها طيلة العام الماضي، والذي يعتبر من الأعوام المصيرية والحاسمة على صعيد حياتهم العلمية.

بصعوبة بالغة يكابد طالب الثانوية العامة علي الأسود الوقت للدراسة على الضوء المنبعث من إنارة الكشاف -الليد الذي يبدأ بالتلاشي مع مرور الدقائق بشكلٍ ملحوظ لينته به المآل إلى النوم قبل أن ينهى دراسته وفق الجدول الذي وضعه في خطته الدراسية مع بدء العام الدراسي.

طيلة العام الدراسي الذي يشهد نهايته خلال الأسابيع المقبلة، لم يستقر الجدول الكهربائي على برنامج موحد، ما دفع أبو عبيد إلى محاولة أقلمة نفسه وفق ساعات الوصل ليجبر على النوم في النهار عند مجيئها في الليل والعكس عند وصلها في النهار إلا أنه يفضل دراسة الليل نظراً للهدوء الذي يساعده على التركيز.

وعن اختباري التربية الإسلامية واللغة العربية يثني الأسود بعد أن ظهرت علامات الأرق عليه على مجهوداته التي بذلها طوال العام، بعد أن أخبرنا بأنه اجتاز المادتين بسهولة لتقديمه إجابات صحيحة لمعظم الأسئلة، متأملاً أن تسير باقي الاختبارات على نفس النمط ليبصر الحياة الجامعية رغم الصعوبات التي عاشها.

وتتذمر الطالبة إيناس زكريا من تزامن اختباراتها النهائية مع شهر رمضان نظراً لحاجتها إلى أكل السكريات وشرب القهوة بعد أن اعتادت عليها أثناء الدراسة والتي تساعدها على التركيز وتمدها براحة أعصاب إلا أنها تجبر على إنجاز المواد التي ستختبر بها تحت ضغط كبير-وفق وصفها.

وأسهبت أزمة الكهرباء في مفاقمة معاناة صاحبة ال 17 عامًا، بعد أن أجبرت على حمل كتبها وقرطاسيتها والذهاب للدراسة في غرفة من المسجد أثناء صلاة التراويح لتوفر الإضاءة المناسبة، مبينة أن اختباري التربية الإسلامية واللغة العربية لم تتصعب منهما إلا أنهما احتاجا قليلاً من التركيز في الإجابة على الأسئلة.

وتأمل الطالبة في الفرع العلمي أن تتوج جهود دراستها في تجاوز مرحلة الثانوية العامة بمعدل لا يقل عن 80%، لتلبي طموحها بدراسة الهندسة في الجامعة الإسلامية.

ولم يثقل تزامن شهر رمضان مع الاختبارات النهائية على الطالب إسماعيل أبو عبيد إلا أنه يحمل أزمة الكهرباء السبب بعدم دراسته طيلة العام الماضي بالشكل المطلوب، بحيث إنه لا يستطيع التركيز على ضوء الانارة البديلة خلال الوقت المتوفر لديه للدراسة في ساعات الليل، وانشغاله في عمله بوزارة الداخلية والأمن الوطني.

ويبين الطالب الثلاثيني بأن الدافع من عودة جلوسه على مقاعد الدراسة رغبته بالحصول على ترقية في وظيفته كمساعد أول في جهاز الشرطة الفلسطينية، متأملاً أن يتخطى اختبارات باقي المواد مثل اختاري التربية الإسلامية واللغة العربية الذي أجمع معظم الطلاب على أن الأسئلة جاءت سهلة وتراعي فروق الطلاب العلمية.

وسبق وعقد وفدا من وزارة التربية والتعليم والمجلس التشريعي السب الماضي مؤتمراً صحفياً بمدرسة محفوظ النحناح الجزائري، أعلنوا خلاله عن بدء اختبارات الثانوية العامة في قطاع غزة تحت ظروف إنسانية صعبة يعيشها القطاع بسبب أزمة الكهرباء التي تثقل على كاهل الطلبة، وأكدوا خلاله على حرص وزارة التربية والتعليم بغزة على نجاح العملية التعليمية، وسير امتحانات الثانوية العامة بشكل مميز.

اخبار ذات صلة