قائمة الموقع

ماذا ينتظر الغزيون بعد الأزمة الخليجية؟

2017-06-08T13:22:53+03:00
غزة- مها شهوان

يتابع أهالي قطاع غزة بقلق واضح تداعيات الأزمة الخليجية التي على ما يبدو ستطالهم عاجلاً أم آجلاً، لاسيما أنها تضيق الخناق على الخصم اللدود لرئيس السلطة محمود عباس متمثلاً في حركة حماس، والتي زجها في أتون سلسلة من الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، ساعياً لإخضاعها لشروطه واملاءاته.

وتبدو قدرة عباس على مضاعفة متاعب حركة حماس أكبر في ضوء عزل قطر من قبل الإمارات والسعودية ومطالبة وزير خارجية الأخيرة عادل الجبير خلال زيارته لباريس بوقف دعم قطر لحماس، الأمر الذي من شأنه -حال استجابة قطر له- أن ينعكس سلبا على سكان القطاع بالنظر لكون الدعم القطري مخصص لمشاريع إعادة الاعمار والبنية التحتية للقطاع. 

ويدق مراقبون إسرائيليون ناقوس الخطر، محذرين من اندلاع مواجهة جديدة مع حركة حماس خلال الصيف بالنظر للأزمات الإنسانية المتفاقمة في القطاع، لاسيما أزمة المياه والكهرباء، بالإضافة للأزمة الخليجية التي ستؤثر بتداعياتها حتماً على القطاع، وفق ما جاء في صحيفة هآرتس العبرية.

وأكدت الصحيفة أن أزمات قطاع غزة الإنسانية، المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ستتفاقم مع استمرار الضغط الذي تمارس السلطة الفلسطينية والمقاطعة العربية لقطر.

وتجدر الإشارة إلى أنه، مع تقليص السلطة دفع ثمن كهرباء غزة للاحتلال الإسرائيلي، وإذا ما استجابت "إسرائيل" وقلصت كمية الكهرباء الواصلة للقطاع، فمن المتوقع أن تصل ساعات وصل الكهرباء إلى مختلف مناطق غزة ثلاث ساعات في اليوم فقط بدلا من 4-6 ساعات حالياً، وهو ما يفاقم مشاكل القطاع.

كما أن "تقليص توريد الكهرباء" لغزة من شأنه أن يمس بإسرائيل أيضاً، لأن النقص سيمنع معالجة مياه المجاري في القطاع، التي تتدفق للبحر المتوسط أو التي تتسلل للمياه الجوفية، كما أن أزمة الكهرباء تمس بشدة بأداء الجهاز الصحي للقطاع، الذي يعاني من مشكلة الميزانيات المتناقصة، ونقص الدواء، وفق ما ورد في الصحيفة.

وكتب جاكي خوري في تقريره لـ "هارتس"، أنه مع مرور الذكرى الـ50 لحرب الأيام الستة التي غيرت الواقع في قطاع غزة دون اهتمام سكانه بها، وانشغالهم بالأزمات الإنسانية المتفاقمة التي تهدد برفع حالة القطاع إلى مستوى الانفجار، تسود أجواء تشبه تلك التي سبقت الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014.

الحد الأعلى

ويعلق الكاتب السياسي ابراهيم المدهون، بأن رئيس السلطة "عباس" ذهب لنهاية المطاف وفعل الحد الأعلى للضغط على قطاع غزة من خلال توجيه الضربات العنيفة للغزيين، موضحا أنه لم يعد لديه أوراق سياسية أكثر كون زيادة الضغط على غزة ستولد انفجارا للوضع القائم وسيكون في وجه الاحتلال إما جماهيريا أو عسكريا.

ويرى المدهون، أن عباس في ظل الأزمة القطرية سينأى بنفسه بعيدا عن قطاع غزة خشية أن يقع الانفجار وتوجه أصابع الاتهام له من قبل المجتمع الدولي أنه السبب فتسقط شرعيته.

ويعتقد أن "عباس" أذكى من اتخاذ إجراءات تتساوق مع الأزمة القطرية، وذلك لوجود مصالح له هناك، ومنها الدعم القطري المالي للسلطة، مؤكدا أن الرئيس لن يتخذ خطوات ضد غزة أكثر مما حدث، ولن يخففها أيضا في الوقت الراهن.

وجدير بالذكر أن دولة قطر قدمت العديد من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة؛ حيث قادت عملية الإعمار في القطاع، والمساعدة أحيانا في دفع رواتب موظفي غزة البالغ عددهم نحو 40 ألف موظف، كما عملت على دفع ثمن وقود محطة التوليد الوحيدة في القطاع لعدة أشهر، والتي توقفت بسبب عدم قدرة غزة على شراء الوقود وامتناع السلطة عن توريده للمحطة.

اخبار ذات صلة