في مقال على موقع فوربس الإخباري، تقول الكاتبة جوان مولر إنه كان مؤسفا لشركة جنرال موتورز أن اليوم الذي اختارته للإعلان عن التقدم الكبير الذي أحرزته في تطوير السيارات الذاتية القيادة، غطى عليه تأكيد الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك أن شركته تطور تقنيتها الخاصة للقيادة الذاتية.
ففي مقابلة له مع وكالة بلومبيرغ الإخبارية، وصف كوك أنظمة القيادة الذاتية بأنها "تقنية محورية في غاية الأهمية"، وقال إنها "أمّ كافة مشاريع الذكاء الاصطناعي"، وعلى غرار وحدة السيارات الذكية "وايمو" التابعة لغوغل، فإن آبل تسعى لغزو صناعة السيارات كغزوها سوق الموسيقى والحواسيب.
وتضيف الكاتبة أن لشركات صناعة السيارات التقليديين كافة الأسباب كي يخشوا اقتحام شركات التقنية الكبرى صناعتهم التي يمتد عمرها إلى قرن، خاصة أن كل لاعب يرغب في وضع يديه على البيانات التي تجمعها السيارات الذاتية القيادة.
لكن شركة جنرال موتورز -التي تطور سيارات ذاتية القيادة بمساعدة شركة كروز أوتوميشن الأميركية الناشئة التي استحوذت عليها في 2016- تملك شيئا واحدا تفتقر إليه غوغل وآبل، ألا وهو الخبرة في صناعة السيارات، وفقا للكاتبة.
فمركبات أسطولها الأخير المكون من 130 سيارة اختبار ذاتية القيادة تم تصنيعها في مصنع أوريون لتجميع السيارات قرب ديترويت، وهو مصنعها ذاته والقوى العاملة ذاتها التي أنتجت سيارات "شيفروليه بولت إي في" الكهربائية وسيارات الوقود "تشيفي سونيك".
لكن ربما لا ترى شركات التقنية بهذا الأمر أفضلية، فهي -بحسب الكاتبة- تركز على البرامج وسرعان ما ستترك تصنيع العتاد لآخرين.
فآبل كانت تسعى لبناء سيارتها بنفسها، لكنها عدلت وجهتها في 2016 للتركيز على تطوير التقنية الأساسية. كما أن وايمو بدلا من أن تبني سياراتها، تعمل على تعديل مركبات من شركات مثل فيات كريسلر وهوندا لتطوير تقنيتها الذاتية القيادة.
لكن في المقابل، فإن جنرال موتورز ترى قيمة في الجمع بين عمليتي الهندسة والتصنيع مع الاستعانة بخبرات شركة كروز أتووميشن في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وقد أكدت رئيستها التنفيذية ماري بارا أمس الثلاثاء أنه لا توجد أي شركة أخرى تملك التقنية والهندسة وقدرة التصنيع لبناء سيارات ذاتية القيادة على نطاق واسع مثل جنرال موتورز.
فأسطول الشركة الأخير من 130 سيارة "بولت إي في" يضم الجيل الجديد من تقنية القيادة الذاتية لشركة جنرال موتورز التي تأتي بجهاز استشعار على السقف يضم تقنية ليدار والعديد من الكاميرات، وأنظمة "رادار مفصلية" على الجانبين، لمساعدة السيارات في اكتشاف وفهم محيطها كي تكون قادرة على اتخاذ قرارات قيادة منطقية.
وإضافة إلى الخمسين سيارة ذاتية القيادة التي تختبرها الشركة حاليا في سان فرانسيسكو وسكوتسديل وأريزونا وميترو ديترويت، فإنه يصبح لدى الشركة على الطرقات 180 مركبة اختبار ذاتية القيادة