أكدّ وكيل وزارة الأشغال في قطاع غزة ناجي سرحان، أن عملية الاعمار تعاني من حالة ركود وبطء شديد، بسبب تراجع المنح المتوفرة، وعدم إيفاء العديد من الدول المانحة بوعودها المقدمة لعملية الاعمار.
وبيّن سرحان في حديث خاص بـ "الرسالة نت" أن ما تم إنجازه في عملية اعمار المنازل المدمرة كليًا وصلت لـ 50% تقريبًا، موضحًا أن عدد الوحدات السكنية التي جرى إعادة بناءها هي 3500، مشيرا إلى وجود 2000 وحدة تحت التنفيذ.
وذكر أن نسبة العجز المالي في عملية الاعمار تصل لـ 250 مليون دولار، وهو المبلغ المطلوب لاستكمال عملية الاعمار.
وكشف عن وجود وعود مقدمة من المملكة العربية السعودية بإنشاء ألفي وحدة سكنية عن طريق الأونروا والـ UNDP، مرجحًا أن ترفع هذه المنحة نسبة الاعمار لـ 70%، مشيرا الى أنهم بانتظار وصول الأموال.
انجاز 50% من الاعمار الكلي وعجز بـ 250 مليون دولار
ونوه إلى أن المنحة الكويتية التي خصصت للإعمار بقيمة 75 مليون دولار قد أنجزت وشارفت على الانتهاء، مؤكدًا أن دخول الاسمنت يسير بطريقة جيدة، رغم تحفظ الوزارة على الآلية المتبعة لإدخاله ورغم التعقيدات التي تواجهها، موضحًا أن معظم مواد البناء صنفّت بمادة مزدوج الأغراض المدنية والعسكرية، الامر الذي عزز من بطء عملية الاعمار.
يشار الى أن 11 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة قد دمرت بشكل كلي خلال الحرب الأخيرة، إضافة الى ألفي وحدة سكنية دمرت في الحروب السابقة.
وأكد ّأن استمرار عملية الإعمار مرهونة بـتوفر منح الاعمار، مشيرا الى وجود دول لم تفي بتعهداتها كالإمارات وتركيا التي صرفت 13 مليون من أصل 200 مليون دولار تعهدت بها في مؤتمر القاهرة للإعمار.
يذكر أن مجمل التعهدات الدولية لإعمار غزة في مؤتمر القاهرة الذي عقد بعد الحرب الأخيرة على غزة وصلت لـ 4.5 مليار دولار.
المشاريع القطرية
ولفت الى ان قطر تبرعت بألف وحدة سكنية، وكان هناك وعود بصرف مئة مليون دولار، لكنها لم تصرف لهذه اللحظة.
ونفى ان تكون المشاريع القطرية في غزة قد تأثرت سلبًا جراء الازمة الخليجية، موضحًا أنها تتم عبر قناتين الأولى عن طريق اللجنة القطرية والثانية بواسطة المنظمات غير الحكومية.
وأوضح أن ميزانيات المشاريع القطرية في غزة مرصودة، معربًا عن امله بأن تتعافى قطر من هذه الازمة، وأن تعم الوحدة والأمان والاخوة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وعود سعودية بتقديم منحة لبناء ألفي وحدة سكنية
وذكر أن مشاريع منحة الأمير حمد بن تميم التي قدمها بـ407 مليون دولار، لا تزال مستمرة، مشيرا الى ان المرحلة الرابعة من شارع صلاح الدين –من الوادي حتى المغازي- أوشكت على الانتهاء، مؤكدًا أنه يجري العمل في منطقة خانيونس حتى القرارة وهي المرحلة الأخيرة للانتهاء من صرف البنية التحتية للشارع.
وأفاد أن شارع الرشيد دخل المرحلة العاشرة من مخيم الشاطئ حتى السودانية، وقد أوشك على الانتهاء.
ونوه بأنه تم العمل على انشاء المرحلة الثالثة من مدينة حمد من خلال البدء بـبناء 7 عمارات، بعد تسليم المرحلتين والثانية والأولى والتي تضم 2400 وحدة سكنية تقريبًا.
منح اخرى
وأشار لوجود منحة إيطالية لإعادة إعمار أبراج الندى والإيطالي، موضحًا أن الوزارة بصدد طرح مناقصة للاستشاري لعمل الدراسات لبرج الإيطالي، وشرعت بإعداد مناقصتين لأبراج الندى، إضافة لـ5 ملايين مقدمة من الـ UNDP بتبرع من قطر.
وحول قرار حل الفريق الوطني لإعمار غزة، ذكر أنه كان ممولا من المنظمات الدولية، وجرى انتهاء عقودهم، مؤكدًا أن هذا الاجراء لا يؤثر على عملية الاعمار لأنها تتم من خلال الوزارات المختصة.
وأوضح أن المنحة الكويتية التي تضم 200 مليون دولار، مقسمة بـ 75 مليونا للإسكان و35 للبنية التحتية و60 مليونا للخط الناقل لمحطة التحلية، إضافة إلى أموال أخرى ذهبت لقطاعات الصحة والاقتصاد والزراعة.
مدينة حمد
وعرّج وكيل وزارة الأشغال على بعض الإشكاليات التي يشتكي منها المستفيدون من شقق مدينة حمد، مؤكدًا أن طلب الوزارة جلب كفيل كان أحد الشروط المعلنة سلفًا، موضحًا ان حالات قليلة لم تتمكن من ذلك وسيتم دراسة وضعها وتقديم حل لها.
وبخصوص القسط الشهري، فأوضح أنه جرى تخفيضه من 170 دولارا إلى 130 دولارا، وهو مبلغ بسيط يتم جمعه في صندوق خاص لاستخدامه في بناء وحدات سكنية لمواطنين آخرين.
المشاريع القطرية لا تزال مستمرة في القطاع
وذكر أن عدد من تقدم للاستفادة من الشقق وصل لحوالي 17 ألف مواطن، بينما عدد المستفيدين لم يتجاوزوا الـ 3 آلاف، وهذا يتطلب منهم ان يستشعروا هم الآخرين والتعاون لإنشاء أكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية.
وأكدّ أن الوزارة شكلت لجانا مشتركة مع وزارة الداخلية لتتبع الذين شرعوا ببيع أو تأجير شققهم، محذرا إياهم إما بتصحيح مخالفاتهم أو إرجاع الشقة إلى الوزارة و"إلا فسيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحقهم"، وفق قوله.
الزميل محمود هنية أثناء حواره مع وكيل وزارة الأِشغال في غزة