قائمة الموقع

تحليل: خطاب نتنياهو استسلام ويأس

2010-07-01T18:18:00+03:00
مواطن يهودي يمر بجانب صورة وضعت للجندي شاليط في أحد شوارع الكيان

الرسالة نت – رائد أبو جراد

 

لاقى خطاب رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتيناهو" مساء اليوم الخميس صدى إعلامي كبير تصادف مع ضغوط الرأي العام الصهيوني المطالبة لحكومة الاحتلال بضرورة الإفراج عن الجندي الأسير لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة للعام الرابع على التوالي.

 

"نتنياهو" الذي قال إنه وافق على الإفراج عن ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط، ما زال رافضاً عودتهم إلى الضفة الغربية، مبيناً أن حكومته اليمينية مستعدة لدفع ثمن باهظ لقاء شاليط، لكنها غير  مستعدة لدفع كل شيء.

 

يأس الحكومة الإسرائيلية

 

وفي هذا السياق، اتفق متابعون للشأن الصهيوني بأن تصريحات "نتنياهو" تأتى استجابة لضغوط الرأي العام ومظاهرات الصهاينة الواسعة المطالبة بضرورة الإفراج عن الجندى شاليط.

 

وأكد المهتمون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" أن هذه التصريحات دليل على يأس الحكومة الإسرائيلية من الحلول الأمنية لفك أسر الجندي الأسير في قبضة المقاومة.

 

ويرى صالح النعامي المختص في الشئون الصهيونية أن خطاب نتنياهو جاء بعد قرار (إسرائيل) تخفيف الحصار عن قطاع غزة بعد الاعتداء على أسطول سفن الحرية نهاية أيار(مايو) الماضي، إضافة إلى تداعيات اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح منتصف شهر مايو من العام الحالي، معتبراً إياه فشلاً أمنياً للكيان الصهيوني.

 

وقال النعامي:" كان جهاز الموساد الصهيوني يهدف من وراء اغتيال المبحوح خطفه لمبادلته بالجندي الأسير جلعاد شاليط لكن محاولته هذه خابت وفشلت".

 

ويشاركه الرأي، البروفسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، مستبعداً وجود أي جديد في تصريحات "نتيناهو" لانجاز صفقة تبادل ناجحة مع حركة حماس لإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل شاليط.

 

ويؤكد النعامي أن (إسرائيل) مضطرة بعد هذا الفشل الذريع الذي منيت به للتعامل بروح الهزيمة والإستسلام نهاية كل معركة تخوضها مع الطرف الآخر، مستبعداً أن يكون للتصريحات الأخيرة أي علاقة بزيارة عاموس جلعاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الصهيونية لمصر أول أمس.

 

وبالنسبة للشق الثاني من تصريحات نتيناهو المتعلقة بإبعاد الأسرى الذين ينوي الكيان إطلاق سراحهم خارج الضفة الغربية قال قاسم:" علمية الإبعاد مرفوضة من الأساس وأتوقع أن ترفض حركة حماس هذا الشرط الإسرائيلي لأنه عرض غير مقبول بالنسبة لديها".

 

تعزيز قوة حماس

 

أما النعامي المهتم في شئون الاحتلال فبين أن صفقة التبادل ستؤدي في نهايتها إلى تعزيز قوة حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ صيف العام 2007 وإستطاعت على مدار 4 سنوات كاملة من الحفاظ على الجندى الأسير لديها جلعاد شاليط  مما شكل فشلاً أمنياً ذريعاً لـ(إسرائيل).

 

ويتوقع النعامي ألا تتم الصفقة بدون الإفراج عن الأسرى ذوى المحكوميات العالية، مستطرداً:" هذا العرض يعد الشرط الوحيد الذي تقاتل حماس من أجله منذ بداية هذه الصفقة وحتى هذه اللحظة".

 

فيما يتوقع المتابع للشأن الإسرائيلي قاسم ألا توافق حركة "حماس" على إتمام الصفقة بعد تصريحات نتنياهو التي امتلأت بالشروط السابقة، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال الحالية لا تختلف كثيراً عن حكومة أولمرت السابقة والتي فشلت على مدار 3 أعوام من إحراز أي تقدم في صفقة التبادل.

 

وعاد النعامي ليؤكد أن هناك تساؤلات من الصعب أن يجد لها نتنياهو لها حلولا، معتبراً رئيس وزراء الكيان رجلاً جباناً ومتردداً، وأنه ليس من الساسة وصناع القرار في دولة الاحتلال، مستدركاً:" من الصعب جداً على نتيناهو أن يتحرك دون الاستجابة لمطالب الرأى العام الإسرائيلي وضغوط المتضامنين مع شاليط".

 

وتوالت ردود الفعل السريعة على خطاب نتيناهو، ففي أول رد له على خطاب رئيس حكومته اعتبر والد الجندي الأسير "نوعام شاليط" أن نتنياهو يكرر أكاذيب خلفه الأسبق "أيهود أولمرت"، قائلاً:" إن الرد على خطاب نتنياهو هو بمسيرة الآلاف التي نواصل سيرها نحو منزله في القدس، فخطابه جاء فقط لمرة واحدة خلال أربع سنوات ولكننا سنواصل مسيرة الآلاف إلى منزل نتنياهو حتى يفرج عن ابني شاليط.

 

عروض جديدة

 

أما حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فنفت أن يكون لديها علم أن هناك عروض جديدة قدمت لها تتعلق بالصفقة، مؤكدةً أن كل ما تحدث به رئيس الوزراء الصهيوني مساء اليوم الخميس قضايا ماضية سابقة.

 

وحمل د. صلاح البردويل القيادي في الحركة في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" "نتنياهو مسئولية التراجع عن تفاهمات جذرية تمت سابقاً، نافياً وجود أي جديد يتعلق بصفقة التبادل مع الاحتلال على أرض الواقع.

 

وقال البردويل:"سندرس كل ما هو جديد إن كان هناك جديد، لكن ليس لدينا عروض جديدة وإذا كان الاحتلال يريد العودة لنقطة الصفر فعلى نتنياهو تحمل المسئولية عن تراجعه عن هذا الملف".

اخبار ذات صلة